خيري القاضي
لطالما تأثرت الكرة الأرجنتينيّة بالاختيار غير الصائب للمدرّبين. مدربون لايتناسبون مع الكم الهائل من النجوم، اختيارات أثرت في واقع الألقاب مما ساهم في ابتعاد المنتخب الأرجنتيني عن منصات التتويج لفترة ليست بالقصيرة.
فبعد حقبة مارادونا كان لا بدّ للمنتخب من الاعتماد على كل لاعب بارز وتعويض رحيل أيقونة المنتخب.
البداية كانت مع بارساريلا الذي عوض الفيو باسيلي وحرمان منتخب الأرجنتين من أفضل لاعب محاور في العالم وقتها ريدوندو والسهم الأشقر كانيجيا في مونديال 98 بحجة أن المستبعدين أصحاب شعر طويل، وهو نفس السبب الذي استبعد لأجله باتيستوتا وماتياس الميدا في كوبا أمريكا 1997 مما جعل الصحافة الأرجنتينية تطلق عليه لقب الحلاق وقتها فكانت المحصلة الخروج من دور الـ8 للمونديال.
بعد ذلك جاءت حقبة بيكرمان والفلسفة الزائدة أمام الألمان بإخراج ريكيلمي في مونديال 2006 أمام الألمان وإدخال كمبياسو وإبقاء ميسي على الدكة في التبديل الذي لا يزال عالقا في عقول مشجعي التانغو والذي صرح بيكرمان عنه فيما بعد أنه لا يزال نادما حوله. أيضا استبعاد زانيتي من قائمة التانغو وما أدراك ما زانيتي في ذلك الوقت.
ثم جاء الدور على مارادونا الذي قام بالعبث بتشكيل التانغو في المونديال باستبعاد ريكلمي بعد خلاف نشب بينهما وتجاهل لاعبي الإنتر المتوج بدوري أبطال أوروبا وقتها كمبياسو وزانيتي وإبقاء أفضل مهاجمي العالم تلك السنة دييغو ميلتو على الدكة واللعب بمسكيرانو في المحور إضافة إلى ماكسي رودريغز !!! وكانت المحصلة الخروج بهزيمة مذلة برباعية أمام ألمانيا في دور الـ8.
واستمر عبث المدربين وهذه المرة مع أليخاندرو سابيلا الذي تحدى المنطق والصحافة الأرجنتينية واستبعد ماورو إيكاردي وكارلوس تيفيز مفضلا عليهم لاعب الإنتر الاحتياطي بلاسيوس، فخسرت الأرجنتين المباراة النهائية لغياب مهاجم حاسم في تلك المباراة يحول الفرص التي تحصل عليها لاعبو التانغو لأهداف.
استمر استبعاد ايكاردي إضافة لديبالا وأيضا كارلوس تيفيز بعد المونديال مع المدرب الجديد تاتا مارتينو، مما أثار استبعادهم العديد من الشكوك حول وجود يد خفية داخل المنتخب تحول دون تواجدهم.
بعد مارتينو تحول المنتخب لحقل تجارب مع باوزا الذي فقد منتخب الأرجنتيني هيبته على يديه .باستدعائه لاعبين محليين والإصرار على تجاهل ديبالا وإيكاردي وديبالا وهذه المرة الفاتورة كانت غالية بعدما أصبحت الأرجنيتن مهددة بالغياب عن المونديال قبل أن تتم الاستعانة بسامباولي الذي واصل المسير مع من سبقه من مدربين واستبعد إيكاردي وغاراي، وتجاهل ديبالا والعديد من النجوم الصاعدة وأصرّ على لاعبين أصحاب روح انهزامية تكرر وجودهم في كل مشهد على مدار عقد من الزمن.
وما زالت مشكلة المنتخب التي تجاوزت العقدين قائمة فمع سكالوني حديث العهد بالتدريب لن يمضي المنتخب بعيدا في وقت تجود به ملاعب العالم بالمدربين الأرجنتينيّين ..وإن كان هنالك مذنب أول في كل تلك الإخفاقات فحتما هو الاتحاد الأرجنيتيني لكرة القدم.