“الأدوية” في ليبيا أهملتها “مليارات العقيد”.. وتُحاصِرها “الظروف”
218TV.net خاص
كَنَزَ نظام العقيد معمر القذافي عددا غير محدد من المليارات في حسابات “سرية”، وأخرى “مُجمّدة” في مصارف خارجية، ورغم سلسلة من عمليات “الحِرْمان المُنظّم” لليبيين من “حياة الحد الأدنى”، لكن أخطر ما حرم العقيد الليبيين منه تمثل في عدم إقامة “منظومة طبية” على طراز عالمي، مثلما افتقدت ليبيا تماما إلى منظومة تصنيع دوائي تقي الليبيين من “دوامة الانتظار” حتى اتمام إجراءات الاستيراد من مصر والأردن وعدة دول أخرى اشتهرت بصناعات دوائية عالمية مع أنها أفقر بكثير من ليبيا على صعيد “الدخل المالي”.
وباستثناء مصنع الرابطة الذي فُتِح بشأنه “تحقيق دولي” للاشتباه باستغلال نظام القذافي له في “تصنيعات مريبة ومُخالِفة” فإن النظام الذي رقد على صدور الليبيين، وأحصى أنفاسهم لنحو أربعة عقود لم يُفكر في بناء مصانع للأدوية على أحدث النظم العالمية، وهو ما أوجد بعد كل هذه العقود حالة من التشتت الدوائي في ليبيا، وفتح مجالا للاتجار ب”أدوية مُهرّبة” تقول تقديرات إنها غالبا تُخزّن في ظروف غير مناسبة بما قد يُسرّع فسادها، وهو خطر يُهدّد صحة الليبيين الذين يُضطرون إلى التعامل بهذه الأدوية، بسبب فقدانها في “السوق المشروع”، وحاجتهم الماسة إليها.
وما يزيد الطين الليبية بللاً هو احتكار الأدوية سواء المُهرّبة أو تلك التي يتم استيرادها، عدا عن سعره الباهظ الذي تُقدّره أوساط بأنه أعلى ب”عشرة أضعاف” من سعره الاعتيادي خلال السنوات الماضية، وسط مخاوف متصاعدة ما إذا كانت “المافيا الليبية” المُتحكّمة باستيراد الدواء تُلبّي “المعايير الآمنة” في نقله وتخزينه في أجواء مُهيّأة لحفظه ب”طريقة آمنة”، خصوصا في ظل ساعات طويلة من “طرح الأحمال” للشبكات الكهربائية في مدن ليبية عدة، وهو ما يُضيف أزمة حقيقية على أكتاف الليبيين، حيث تراكمت أزمات لا سابق لها.
وتتساءل أوساط عن سر عدم مبادرة رجال أعمال ليبيين إلى استغلال “الأطراف الآمنة” في الجغرافيا الليبية لإقامة “مشاريع دوائية” تحمل شعار “صُنِع في ليبيا”، لكن أوساط رجال الأعمال تقول بلا مواربة إن “رأس المال عادة جبان”، ويريد “الأمان والاستقرار” لإقامة سلسلة لا تنتهي من المشاريع، والإسهام في إعمار ليبيا، وسط حالة من “انسداد الأفق” بشأن حل سياسي يُنْهي “الدوامة الليبية”.