الأتزوري “DNA” العودة للمجد الكروي
إسماعيل كمال
تابعت الفترة الصعبة التي مرت بها الكرة الإيطالية بعد الإخفاق للتأهل إلى مونديال 2018 في روسيا، فهي تعد من بين الأصعب في تاريخ الكرة الإيطالية، لكننا لم نتوقع أن يمرض المنتخب الإيطالي بطل العالم في عام 2006 بكتيبته المدمرة صاحبة الخبرة والدهاء الكروي الأوروبي الخالص، فأولى ضحايا فشل الأتزوري كان المدرب السابق جانبييرو فينتورا فبدأ الاتحاد الإيطالي لكرة القدم يفكر بوضع خططه المستقبلية مع عدد من المدربين الناجحين محلياً وأبرزهم جاسبيريني وماوريتسيو ساري إضافة إلى أنشيلوتي صاحب التجارب الكبيرة مع العديد من الأندية في أغلب الدوريات الكبرى، لكنه في الأخير استقر على اسم المدرب روبيرتو مانشيني إضافة إلى غابرييلي أوريالي .
المشكلة التي كان يمتلكها فينتورا أنه رجل لا يغامر، يخاف كثيراً لا يحاول وتقليدي لأبعد الحدود، في المقابل مانشيني بدأ عمله بضم أغلب الأسماء التي ستتألق في الدوري المحلي الذي بدأ يعود للواجهة من جديد بعد غياب طويل.
أعلم جيداً أن كرة القدم الإيطالية هي كرة التركيز والتكتيك بامتياز، تهاجم بلاعب واحد أو اثنين كحد أقصى فهي كرة الخوف في زمن التطور الهجومي في جميع العالم، فأغلب اللاعبين الشبان يبقون في دكة الاحتياط ومغامرة المدربين تكون شبه مستحيلة مع وجود لاعبي خبرة يرتدون قميص المنتخب الأول منذ سنوات طوال .
عرف الأتزوري على مر العصور بأنه منتخب الدفاع وحراس المرمى الكبار، لكن في وقتنا الحالي وبعد الهزة الكروية التي مرت ببلاد “البيتزا والكابوتشينو” فإن تفاصيل المنتخب تتجه إلى سيناريو رائع بكل تفاصيله بداية من دكة الاحتياط والمدربين وصولاً إلى التشكيلة الأساسية كاملة، فكل عاشق لكرة القدم ينتظر وصول بطل العالم في أربع نسخ الذهاب بعيداً في يورو 2020 وحينها ستكون “جنة كرة القدم” قد عادت للواجهة.
منتخب “السكوادرا أتزورا” الحالي بقيادة مانشيني يمتلك خط وسط مرعب من الناحية الفنية، لكنه تنقصه الخبرة والاحتكاك مع منتخبات الصف الأول في أوروبا، فمانشيني استدعى كل لاعب متألق في الدوري على غرار نيكولو باريلا وستيفانو سينسي المساند للهجوم واللاعب الجوكر الذي يتحرك وفق شكل الهجمة التي يبنيها بنفسه لذا فهو يمتلك أرقاماً مميزة على مستوى التهديف وصناعة الأهداف مقارنة بالجميع ، فاللاعبان يعملان مع مدرب بحجم أنطونيو كونتي إضافة إلى مايسترو الوسط جورجينهو لاعب تشيلسي الإنجليزي كما يتواجد ماركو فيراتي “تيرمومتر المنتخب” وصمام وسط سان جيرمان في فرنسا إضافة للاعب روما بليجريني ، كما يتألق في الخط الأمامي فدريكو كييزا مع الفيولا ولورينزو إينسيني مع نابولي وبيرنارديسكي مع يوفنتوس وعندما نرى رؤوس الحربة نرى تشيرو إيموبيلي أبرز هدافي “السيريا آ” وأندريا بيلوتي المتألق مع تورينو .
طريق إيطاليا في التصفيات المؤهلة إلى اليورو كان مبشراً منذ البداية فالمجموعة الأخيرة من طريق أبناء المدرب مانشيني نحو المحفل الأوروبي الصيف القادم كانت مشعة ومفروشة بالورود بعد جمع أربع وعشرين نقطة من ثماني مباريات متتالية واقترب مانشيني من معادلة رقم المدرب فيتورو بوتزو عام 1938 من القرن الماضي والذي تمكن من تحقيق 9 انتصارات متتالية لتصبح ثاني منتخب يعبر إلى أمم أوروبا بشكل رسمي بعد 7 مباريات تحديداً.
بالعودة لبطولة الأمم الأوروبية 2020 والتي ستقام للمرة الأولى في 12 مدينة أوروبية بمناسبة احتفال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالذكرى الـ60 لتأسيسه سؤال واحد يراودني، هل بإمكان إيطاليا بعد أقل من عام أن تلعب في الأولمبيكو وتمحي خيبة التأهل للمونديال مثلاً وتواصل مسيرتها نحو الوصول لنهائي ويمبلي المنتظر؟