اغتيالات طرابلس .. من التالي؟
القصة تعود في بدايتها إلى توتر أمني شهدته منطقة بئر سطى ميلاد، جراء اشتباكات مسلحة بين أفراد من كتيبة الضمان التي قاتلت مؤخرا، إلى جانب حلف حماية طرابلس ضد اللواء السابع، وآخرين من معسكر النعام أسفرت عن مقتل مساعد آمر المعسكر صالح قبقوب. وصف الموقف يومها، من قبل متابعين من كثب للتركيبة الأمنية بتاجوراء، بالخطوات التي تسبق تنفيذ الترتيبات الأمنية، ورأى آخرون أن الأمر لا يعدو كونه صراع مليشياوي، بعد انتهاء التهديد الذي جعل من الأعداء حلفاء مؤقتين وبعد سيطرة كتيبة الضمان على معسكر النعام، الذي كان واحدا من المقرات العسكرية التابعة لآمر كتيبة طرابلس هيثم التاجوري، وبعد مقتل صالح قبقوب، والفار، والنالوتي، والمسربحو، راجت معلومات عن مسؤولية الأسماء التي سقطت، عن عمليات اغتيال لحقت بأفراد الكتيبة، واتهمت بها سابقا قوة الردع العام.
مسلسل الاغتيالات أو التصفية في المنطقة، بدأ مبكرا بمقتل الرائد شمس الدين المبروك من طرابلس، الذي انضم مؤخرا لكتيبة الضمان، ومن بعده محمد البكستا الذي كان يسيطر على مصنع التبغ.
وبعد أيام من هذه العمليات، لقي قيادي آخر احتمى بكتيبة ثوار طرابلس، بعد خلاف مع آمر الدعم المركزي بوسليم، خيري الحنكوره مصرعه في ظروف لا تزال غامضة، رغم تبادل الاتهامات، وتشكيك الأطراف في بعضها، ما ينذر بتفاقم الموقف الذي يحاول أحد أبرز قادة التشكيلات الأمنية بالعاصمة التدخل لاحتوائه، عقب لقائه أمس رئيس المجلس الرئاسي، وفق معلوماتنا الخاصة.
وكادت أن تتوتر العلاقات الأمنية ليلة البارحة بعد سقوط اثنين من عناصر قوة الردع؛ هم مهند شنفير وعبد السلام الرقيبي في مكانين مختلفين، قبل أن تتوارد الأنباء عن مقتل اثنين آخرين؛ يلقب أحدهما بالشاوش، ويعرف الآخر باسم كعوار وتشير المعلومات المؤكدة والمعززة بالصور إلى أن شنفير والرقيبي قتلا رميا بالرصاص، وعثر عليهما بعد ساعات من اختفائهما .
وشهدت المنطقة من زاوية الدهماني إلى طريق الشط ، توترا أمنيا وانتشارا مكثفا لعناصر قيل إنهم يتبعون مجموعة البكباك، ونشرت في غضون ذلك فرقة الإسناد الثالثة، التي وافق المجلس الرئاسي مؤخرا على تسليحها، إدراجا قالت فيه إنها ستستخدم العربات المصفحة خشية تنفيذ أي عملية اغتيال لعناصرها، متوعدة، في حال حدث ذلك، بالحرب الطاحنة.
ولا ينتهي الموقف عند هذا، فقد أفاد مصدر نيابي من طرابلس؛ وفق معلومات استخباراتية حصل عليها، بأن الاغتيالات ستطال قادة آخرين، وعناصر لجماعات مسلحة، تورط كثير منها في الصراعات الدائرة في المنطقة، منذ أن اتسع نفوذها بالعاصمة.