اغتيال اشتيوي.. من المُستفيد من “ضرب المصالحة”؟
عبدالعزيز محمديين
أكدت أوساط ليبية أن اغتيال عميد بلدية مصراتة محمد اشتيوي، شكّل ضربة قوية لجهود المصالحة في ليبيا، في حين كان التحذير الأخطر من عودة موجة الاغتيالات السياسية لتصفية الحسابات وإجبار أطراف تسير باتجاه “طي الصفحات السوداء” إلى تغيير مسارها كونها مستفيدة من الواقع الليبي المُر.
حجم التفاعل الذي رصدته (218) في وسائل التواصل الاجتماعي، يُبين مدى التعاطف الشعبي مع الرجل المغدور، على اعتبار أنه خاض غمار الإنجاز في ملفات أمنية واجتماعية عديدة، وكان له موقف واضح من الإرهاب والجماعات المسلحة، وكان أيضا يدعو للصلح ويعمل على ترسيخ العمل التوافقي. ويرى مُتابعون في هذا الإطار، أن تحركات اشتيوي لم ترق لبعض المستفيدين من وضع مصراتة، حيث أن اتخاذها مسارا جديدا نحو الانفتاح وقبول تغيير تفكيرها تجاه شكل الدولة والمؤسسات، سيضع البعض خارج إطار تحقيق المُكتسبات.
وأجمع محللون ورجال مصالحة، استضافتهم (218) خلال تغطياتها، اليوم الاثنين، للحديث عن اغتيال اشتيوي، على أن الحادثة تُمثل اعتداء على جهود المصالحة، وأن من قام بها عدو لهذا التوجه ولا يريد لليبيين أن يتآلفوا، وأن هناك قوة سوداء تحاول أن تعمل على تشتيت الليبيين لا جمعهم.
وأكد رئيس أعيان ليبيا للمصالحة محمد المبشر أن حجم التضحيات التي يقدمها رجال المصالحة في ليبيا كبير ولها تأثير لدى الليبيين الذين ينتظرون المصالحة الشاملة، وإن لم نتحرك بصوت واحد سنفقد الكثير من رجال المصالحة، مشددا على أن الموضوع ليس سهلا ويجب أن نصنع من هذا الحزن واقعا تصالحيا في ليبيا.
وتعزيزا للتحليل السابق، نود أن نستذكر معكم واقعة مقتل رجلي المصالحة جنوب بني وليد، في سبتمبر الماضي، حيث كان همهمها لم الشمل الليبي، وصدف وقوع الحادثة بعد عودتهم من مهمة تصالحية، ما يشير إلى أن المستهدف هي المصالحة وتخريب أسلم الطرق وأسرعها لإنقاذ ليبيا من “المستنقع”، ووأد أي جهود للخروج من عنق الزجاجة وحتى لو كان بالدماء.
بالمحصلة يؤكد المتابعون أن الهاجس من الاغتيالات السياسية عاد بقوة إلى الشارع الليبي الذي بات ينتظر “طيا سريعا” لأزمة البلاد، وأبدوا خشيتهم من أن تؤثر حادثة اغتيال اشتيوي على المسار السياسي والجهود الرامية إلى تحريك العجلة نحو الانتخابات والخروج من المأزق المستعصي على الحل.