حصرياً.. 218 تكشف دخول “غافا” لليبيا بدعوة من الوفاق عكس ادعائها بأنها زيارة شخصية
تحصلت 218 على وثيقة حصرية تكشف دعوة رسمية وجهتها حكومة الوفاق عبر خارجيتها إلى المحتال المالطي “غافا” لزيارة ليبيا في السابع من نوفمبر 2018، عكس ما حاولت الترويج له على أن الزيارة، التي أثارت جدلاً واسعاً حينها، كانت شخصية.
وبدأت القصة في الـ20 من نوفمبر 2018 -أي بعد نحو أسبوعين فقط من تاريخ الدعوة المُدوّن بالوثيقة الحصرية- عندما نشرت الوفاق عبر منصات وزاراتها الرسمية تفاصيل لقاءات أجراها مسؤولون مع المدعو “نيفيل غافا” بصفته مستشاراً لرئيس الوزراء المالطي لشؤون الشرق الأوسط مدعومة بالصور، وهو ما نفاه “غافا” جملة وتفصيلاً.
وفُتِح باب الجدل حول حقيقة هذه الشخصية على مصراعيه بعدما أكد متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء المالطي أن “غافا” لم يعقد أي اجتماعات رسمية في ليبيا نيابة عن الحكومة المالطية، فيما نقلت صحيفة “times of malta” عن “غافا” قوله أن زيارته إلى ليبيا لم تكن رسمية وأنه ذهب إليها كأي شخص عادي، ليزيد ثِقل الإحراج على الوفاق.
وسقط في فخ هذا الموقف الذي وُصِف بالخرق الأمني المُحرج لسيادة الدولة، كل من وزارتي الداخلية والصحة، ومكتب عضو المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، إذ استقبلت جميعها المحتال المالطي الذي قِيل أنه ادّعى أنه مبعوث ومستشار شخصي لرئيس الوزراء المالطي، ومُكلّف بالتباحث مع مسؤولي الجهات الثلاث.
وفي مُحاولة لرفع ما أمكن من الحَرَج، نشرت خارجية الوفاق بياناً أكدت فيه أنه لا علم لها بشأن المواطن المالطي “غافا” الذي زار ليبيا وقدمته جهات رسمية ليبية على أنه مستشار رئيس الوزراء المالطي، ، وذهبت إلى أبعد من ذلك حينما شددت على أن استقبال المبعوثين الأجانب دون تنسيق من الجهات المُختصة مثلما حدث مع المواطن المالطي يُعتبر انتهاكا صارخا للدولة ومساسا بسيادتها.
ويمتلك الغامض “نيفيل غافا” سجلاً غير مطمئن لعلاقته بليبيا، لتورّطه في تهم فساد متعلقة ببيع تأشيرات شنغن وتأشيرات علاج طبية لمواطنين ليبيين وسبق أن خضع للتحقيق ووجهت له اتهامات بحصوله على مبالغ مالية مقابل تأمين التأشيرات الطبية، لكن الشرطة المالطية لم تتمكن من إثبات هذه التُهم بالدلائل الكافية، الأمر الذي دفع القضاء المالطي للإفراج عنه وتبرئته.
ويشار إلى أن غافا كان مديرا عاماً سابقاً في مؤسسة الخدمات الطبية (FMS) قبل إقالته بناء على طلب من نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة المالطي كريس فيرن بعد أن ظهر أن ادّعى تولى منصب المبعوث الخاص لرئيس الوزراء والتقى مع هيثم التاجوري أحد قادة الكتائب المسلحة في طرابلس.
ولا تزال قضية الشبهات التي تحوم حول “الدبلوماسي المحتال” قائمة، لدى التحقيق العام في مالطا، الذي أورد في فبراير الماضي معلومات عن شهادة قدمها “غافا” خلال التحقيق مُحاولاً تبرئة نفسه من انتحال شخصية دبلوماسية في ليبيا.
واتّسمت شهادته بالغرابة حيث قال أن زياراته إلى ليبيا تهدف إلى تنسيق جهود الإنقاذ التي يقوم بها خفر السواحل الليبي للمهاجرين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط، مؤكداً أن جميع الزيارات تمت بواسطة منسق بين مكتب رئيس الوزراء، والقوات المسلحة المالطية والسلطات الليبية، ولا سيما وزارة الشؤون الداخلية التابعة للوفاق وخفر السواحل الليبي.
كما كشف عن تنسيق سري بينه وبين حكومة بلاده، في إشارة إلى أن مهمته أثارت الجدل لكونه عميلا سريا، دخل ليبيا بجواز سفر دبلوماسي كمبعوث لرئيس الوزراء المالط، وهو ما يتنافى مع تصريحاته السابقة حول أن زيارته كانت شخصية.