احتدام الصراع الأمريكي الروسي يزيد الضغوط على البعثة الأممية في ليبيا
ألقى التنافس الأمريكي الروسي المحموم على الملف الليبي، بانعكاساته على البعثة الأممية، بشكل قد يؤدي إلى إضعاف دورها في تحقيق التوافق بين الأطراف الليبية وإنهاء الانقسام ومن ثم إجراء الانتخابات.
ويشكّل احتدام التنافس المحموم بين واشنطن وموسكو حول النفوذ على إدارة الملف الليبي بشكل عام، ضغطاً متزايدًا على بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التي تترأسها حاليا المستشارة الأمريكية ستيفاني ويليامز.
من جانبها، تعارض موسكو استمرار ويليامز في قيادة البعثة الأممية، وتصر في المقابل على تعيين مبعوث أممي جديد من القارة الأفريقية، استجابة لمطالب الاتحاد الأفريقي في هذا الشأن، وبدعم وتأييد من الصين.
بدورها، عرقلت واشنطن مرارًا تعيين مرشحين أفارقة لتولي قيادة البعثة الأممية، وتسعى لتمديد مهمة البعثة إلى عام كامل، وتحرص على استمرار ويليامز في قيادتها كمستشارة للأمين العام للأمم المتحدة.
ويرى مراقبون أن التمديد الأخير للبعثة لثلاثة أشهر فقط ، قد يضعف دور ويليامز والأمم المتحدة في قيادة العملية السياسية في ليبيا، ويعطي انطباعا للأطراف الليبية بأن ويليامز لا تحظى بالدعم الدولي الكافي، مما قد يعرقل مهمتها في رعاية جلسات المسار الدستوري بين مجلسي النواب والدولة، وهو ما ألمح إليه نائب المندوب الأميركي في الأمم المتحدة جيفري ديلورينتيس، حيث ذكر أن القرار في صيغته الحالية لا يوفر الدعم اللازم للبعثة، ويبعث برسالة سلبية إلى الشعب الليبي.
وتواصل ويليامز جولاتها ولقاءاتها المستمرة مع العديد من المسؤولين الأوربيين لحشد الدعم الأوروبي لخطتها من أجل إيجاد توافق بين مجلسي النواب والدولة، يفضي إلى إنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات.
وترى بعض الأطراف أن مهمة وليامز تبدو صعبة، مع اتساع رقعة الخلافات بين الأطراف الليبية، كما أن المسؤولين الأوروبيين الذين التقتهم لم يكونوا على مستوى وزراء خارجية.
ويتساءل مراقبون: هل تنجح واشنطن في مسعاها لتوفير الدعم اللازم لوليامز والاستمرار في قيادة البعثة؟ أم تفشل موسكو مساعي واشنطن وترسم طريقًا آخر لمبعوث أممي من أفريقيا؟