احتجاجات تشيلي تُخلّف 15 قتيلا.. والجيش ينتشر بالشوارع
قالت الحكومة التشيلية الثلاثاء، إن 15 شخصًا قتلوا في خمسة أيام من أعمال الشغب والحرق العمد والاشتباكات العنيفة التي شلت البلاد وهزت صورتها العالمية باعتبارها واحة الاستقرار في المنطقة.
استخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والجداول المائية لتفريق المسيرات التي قام بها المتظاهرون الذين قاموا برشق الحجارة في عدة شوارع في سانتياغو الثلاثاء، بينما عمل الجيش والشرطة على حراسة محلات السوبر ماركت.
وتم إحراق العديد من المتاجر ومحطات المترو والبنوك أو إتلافها أو نهبها خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقد أبلغ بعض الأشخاص عن مشكلات في الحصول على النقد من أجهزة الصراف الآلي.
واندلعت الاضطرابات إثر زيادة طفيفة نسبيا، أقل من 4% في أسعار المترو، يوم الجمعة، حيث أشعل المتظاهرون النار في محطات المترو والحافلات، ثم انتشرت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد مدفوعة بالإحباط الشديد من جانب العديد من التشيليين.
وبعد اندلاع الاحتجاجات، تراجع الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا عن رفع أسعار المترو وأعلن حالة الطوارئ، وقال في وقت لاحق إن تشيلي “في حالة حرب مع عدو قوي لا هوادة فيه لا يحترم شيئًا أو أحدًا ومستعدًا لاستخدام العنف والجريمة دون أي حدود”. لكنه لم يحدد هوية العدو، وهذه الملاحظة جلبت له انتقادات من المشاهير والسياسيين ولاعبين كرة القدم.
ثم تحول بينيرا إلى نغمة أكثر تصالحية، وقال إن الحكومة تعمل على وضع خطة لإعادة الإعمار لتغطية مئات الملايين من الدولارات في البنية التحتية المتضررة، كما خطط بينيرا لعقد اجتماعات مع المعارضة لاستكشاف “اتفاق اجتماعي” لحل “المشكلات التي تؤثر على التشيليين”.
لكن بعض الأحزاب اليسارية قالت إنها ستقاطع الاجتماع مع بينيرا للاحتجاج على ما يقرب من 10000 جندي يقومون بدوريات في الشوارع، كجزء من حظر التجول الذي يعيد الذكريات المؤلمة.
وقُتل ما لا يقل عن 3095 شخصًا يشتبه بأنهم يساريون خلال الدكتاتورية العسكرية التي قام بها الجنرال أوغستو بينوشيه في الفترة من 1973 إلى 1990، وفقًا لأرقام الحكومة، وتعرض عشرات الآلاف للتعذيب أو السجن لأسباب سياسية.
وكانت معظم المظاهرات بذلك الوقت سلمية، حيث كان الناس يقرعون الأواني، وهو شكل شائع من أشكال الاحتجاج في المنطقة.