اتفاقية السراج وأردوغان.. شرارة حرب المصالح والسيادة
تقرير 218
ما تزال تداعيات اتفاقية الوفاق التي وقعتها من الحكومة التركية تلقي بظلالها على المشهد السياسي لتزيد من ضبابية المشهد وتعكر صفو المنطقة بأسرها.
وفي تطور جديد لتحركات السراج وأردوغان المثيرة للجدل تطل وكالة الأنباء التركية الأناضول بخبر يفيد بأن مصدرا بوزارة عدل حكومة الوفاق صرح لها أن مذكرتي التفاهم الموقعتين مع تركيا قبل أيام دخلتا حيز التنفيذ بمجرد توقيعهما من قبل المجلس الرئاسي وأنه طلب من الجهات المختصة تنفيذهما اعتبارا من تاريخ صدورهما ووعد بنشرهما بداية العام المقبل في الجريدة الرسمية.
تصريح خص به الرئاسي وكالة تركية متجاهلا الإعلام الليبي والشارع الذي لم يستمع لرفضه وشجبه.
ووصف مستشار وزير الخارجية اليوناني للعلاقات الدولية فانجيليس بوسدكوس الاتفاقية بالمنتهكة للجرف القاري اليوناني جنوبي جزيرة كريت، كما تنتهك حقوق قبرص، وتتجاهل سيادة مصر على مياهها الإقليمية والاقتصادية، وهو ما جعله ينفي الأثر القانوني لهذا الاتفاق واصفا إياه بـ “غير الموجود بالمرة”.
وتؤكد تصريحات بوسدكوس ما أشار إليه، وزير خارجية اليونان نيكوس ديندياس، في مؤتمر صحافي حول موقف اليونان من هذه الاتفاقية، والتحركات المستقبلية لليونان وقبرص ومصر “الدول الأطراف” في الحدود البحرية التي تجاهلها أردوغان والسراج.
كما أكد مستشار وزير الخارجية اليوناني للعلاقات الدولية عدم وجود حدود بحرية بين ليبيا وتركيا، وإنما الحدود بين اليونان وليبيا ممثلة في جزيرة كريت، مشيرا إلى وجود مشاورات مستمرة منذ العام 2004 بشأن ترسيم الحدود البحرية بين اليونان وليبيا، لكنها ما زالت متعثرة بسبب الأوضاع السياسية والأمنية المضطربة.
وفي سياق متصل، توجه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، إلى القاهرة؛ لإجراء مباحثات مع رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، ورئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال، كما سيتوجه إلى اليونان تلبية لدعوة من رئاسة مجلس النواب اليوناني في تحرك لإيقاف التغول التركي في ليبيا ووضع حد للمخالفات التي ترتكبها حكومة الوفاق عبر هذه الخطوة التي لاقت استهجانا واستنكارا دوليا كبيرا .