اتفاق “التبو وأولاد سليمان”.. بين الصمود والتحفظات
218TV.net خاص
ريما الفلاني
لم يكد حبر اتفاق المصالحة الذي وقع بروما بين قبيلتي التبو وأولاد سليمان أن يجف بعد، حتى بدأت التكهنات بشأنه حول قدرته على الصمود أم أنه سيذهب أدراج الرياح مثل ما سبق من اتفاقات مشابهة كانت في أغلبها برعاية مجالس اجتماعية قبلية محلية.
وقد وقع على نص اتفاق الصلح من قبيلة «التبو» في ليبيا الزيلاوي مينا صالح قلمة، ورئيس مجلس شورى قبيلة «أولاد سليمان» مسعود عمر، إضافة إلى توقيع نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني عبدالسلام كاجمان.
الاتفاق تم برعاية المجلس الرئاسي الليبي ووزارة الداخلية الإيطالية وبحضور ممثلين عن التبو وأولاد سليمان والطوارق ونص على الصلح الشامل والدائم بين الطرفين، وجبر الضرر للمتضررين والتزام إيطاليا بدفع القيمة المالية لذلك، وإخلاء الأماكن العامة للدولة والبوابات من كل التشكيلات المسلحة وتسليمها للجهات المختصة، والتعاون لإعادة فتح مطار سبها، واعتبار القتلى الذين سقطوا من الطرفين شهداء، ورفع الغطاء الاجتماعي عن المجرمين.
هواجس وتحفظات
وقد أصدر بعض شباب ومشايخ التبو بيانا قبل توقيع الاتفاق بيوم يرفضون الاتفاق، فقال آدم أحمد دازة أحد الموقعين على البيان الرافض للاتفاق وأحد مشايخ وأعيان التبو وعضو في مجلس حكماء سبها لقناة 218 إنهم من حيث المبدأ لا يرفضون المصالحة، لكن لديهم تحفظات على الاتفاق الموقع في روما لأن من مثل التبو فيه معظمهم من مدينة القطرون وليسوا من تبو سبها المعنيين بالمصالحة مع قبيلة أولاد سليمان في سبها فهل يعقل مثلا أن نجري نحن تبو سبها مصالحة مع أولاد سليمان هراوة!
فالحروب التي قامت كانت بين التبو في سبها وأولاد سليمان في سبها والأجدر أن يذهب من يمثلهم للمصالحة في روما.
ويضيف دازة أنه كما أن أولياء الدم من التبو لم يتم استشارتهم ومعرفة مطالبهم قبل التوجه لروما وهذا لا يخدم وفاق أو سلام حقيقي بين القبيلتين.
لدينا مخاوف اتجاه دور إيطاليا التي بالتأكيد تبحث عن مصالحها ونحن نفضل أن يكون الاتفاق ليبي ليبي وأن تتكفل الحكومة الليبية بدفع جبر الضرر لأننا سابقا جربنا أطرافا خارجية كدولة قطر في اتفاق المصالحة بين التبو والطوارق سنة 2015 حيث تكفلت قطر بدفع تعويضات وجبر الضرر ولم تلتزم بذلك، يقول دازة.
الحكومة الليبية راعية للاتفاق
والتقت 218 الشيخ ناجي الصغير عضو في المجلس الاجتماعي لقبيلة أولاد سليمان وأحد الموقعين على الاتفاق في روما ونقلنا له مخاوف التبو فقال: نحن نرحب بالاتفاق وقد قمنا باستشارة أولياء الدم عندنا وذهبنا لروما بتنسيق كامل مع قبيلتنا ولدينا علم أن هناك خلافات بين التبو حول الاتفاق وهي شؤون داخلية تخص مكون التبو ولا نستطيع التدخل فيها وقد أبلغونا أنهم سيقومون بحلحلة الخلافات فيما بينهم وأنهم بالفعل توصلوا لوفاق بينهم, والاتفاق في روما مبدئي ومن المتوقع أن نجلس في ليبيا لاستكمال بنود الاتفاق وتوضيح الغامض منها.
وختم الصغير حديثه بأن الدولة الليبية هي من ستتكفل بتنفيد الاتفاق ودفع الأضرار وليس إيطاليا التي سيكون تعاملها مع الدولة الليبية وليس معنا.