ابتسامة الحسناء ” ذات الأذنين ” ..!
عبد الله الدبري
يشهد عدد من ملاعب العواصم والمدن الأوروبية هذا الثلاثاء، الثامن عشر من سبتمبر، انطلاق النسخة الثالثة والستين من دوري أبطال أوروبا، أمجد البطولات الأوروبية والعالمية، وكما سابقاتها؛ يُتوقّع لنسخة هذا الموسم النجاحَ والمنافسة القوية بين كبرى الفرق الأوروبية في الدول الست الأبرز في كرة القدم بأوروبا وهي إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا وألمانيا وفرنسا وهولندا، ولعلّ السيطرة الكبيرة لقطبي الكرة الإسبانية برشلونة وريال مدريد، وتتويجهما في آخر 4 نسخ يعطي دفعة كبيرة لبقية كبار القوم في منافستهما، بالأخصّ الأخير الذي فاز مع الداهية زين الدين زيدان بالألقاب الثلاثة الأخيرة تواليا، في إنجاز جديد وأوّل في النسخة الحديثة من هذه البطولة. ويبدو أنّ ريال مدريد مهددٌ أكثر من أيّ وقت مضى بانتزاع اللقب الغالي منه، في ظلّ حدثين هما الأبرز في الفريق منذ 10 سنوات، أولهما: خروج اللاعبين البارزين منه وهنا نقصد انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من ريال مدريد إلى اليوفنتوس الإيطالي، وثانيهما: مغادرة مدرب الفريق زيدان وقدوم الإسباني ” لوبتجي”، وبطريقة غريبة بعد إقالته من تدريب منتخب إسبانيا، بسبب اتفاقه مع الفريق الملكي لتولي تدريب الفريق، وهو يدير حينها منتخب لاروخا الإسباني. الأمر الذي جعل اتحاد الكرة في إسبانيا يقوم بإقالته قبل أسبوع من بداية كأس العالم الأخير فى روسيا .
عموما لا شك أنّ المنافسة ستكون كبيرة ومحتدمة، وسنشاهد مباريات من لهب في الدور الأول، وهو دور المجموعات، بالأخص في مجموعات الموت الثلاث وأبرزها المجموعة الثانية التي تضم برشلونة وتتنهام وإنتر وأيندهوفن، وجميعهم فازوا بدوري الأبطال ماعدا الفريق اللندني تتنهام، الذي يبدأ مشواره ضد إنتر الإيطالي في واحدة من أقوى مباريات الجولة الأولى، وهنا لا نستهين أبدا ً بإندهوفن مصدر النجوم، والذي فاز تاريخيا بدوري الأبطال في نسخة وحيدة قبل أن يتوج برشلونة خصمه في الجولة الأولى بأي لقب في هذه البطولة التاريخية آن ذاك .!
.. مجموعة أخرى لا يختلف اثنان على أنّها مجموعةُ الموت الثانية، ولا تقلّ إثارة عن المجموعة التي سلفَ ذكرها، وهي المجموعة الثالثة التي تضم “ليفربول الإنجليزي وصيف النسخة الماضية وحامل اللقب خمس مرات، ونابولي الإيطالي العنيد مع مدربه الجديد والشهير” كارلو أنشيلوتي” والطامح باريس سان جيرمان بترسانته من النجوم والأموال، وبمدربه الألماني الطموح توخيل دون إغفال المتوّج سابقا في مرة وحيدة عام 1991 وقاهر الكبار النجم الأحمر الصربي، والذي كان واحدا من أقوى الفرق الأوروبية قبل الحرب التي قسّمت يوغسلافيا في بداية تسعينات القرن الماضي.!
أما ثالث أقوى المجموعات فهي دون شك المجموعة الثامنة والأخيرة والتي تضم بطل إيطاليا اليوفي والحالم الباحث عن تتويجه الثالث، والذي يعد الآن ضمن أقوى الفرق في العالم بالأخص بعد تعزيز صفوفه بالدون كريستيانو رونالدو القادم من ريال مدريد في أغلى صفقة في تاريخ الأندية الإيطالية، وعودة الابن الضال بونوتشي بعد سنة واحدة من الانتقال إلى الغريم ميلان، ورغم أن الفريق معزز دفاعيا وهجوميا، وكذلك يمتلك خط وسط متألق، إلا إنه يفتقد للمرة الأولى منذ 17 عاما إلى الحارس الأخطبوط والمخضرم “جانلويجي بوفون” المنتقل إلى باريس سان جيرمان، والذي يعد من أقوى نقاط القوة بالفريق في السنوات العشر الأخيرة.. والمواجهات التي سيخوضها متزعم هذه المجموعة لن تكون أبدا سهلة. بالذات تلك التي ستجمعه مع الفريق الأفضل في إنجلترا مانشستر يونايتد، ومدربه صاحب الخبرة الطويلة البرتغالي جوزيه مورينهو، مع باقة رائعة من اللاعبين، وفي كلّ الخطوط، إضافة إلى الفريق الثالث بالمجموعة وهو فريق مدينة البرتقال في إسبانيا، السيء الحظ في النهائيات “فالنسيا”، والذي فقد اللقب مرتين على التوالي أمام ريال مدريد وبايرن ميونخ، مطلع الألفية الجديدة، وهو الآن فريق يضم عددا من المواهب التي تستطيع إزعاج الكبار، وربما إحداث المفاجأة. دون أن نستهين بالفريق السويسري الشاب يونج بويز، الذي يعد من أفضل الفرق في سويسرا وجلّ لاعبيه من صفوة الشباب المميز كرويا في بلاد جبال الألب .. وسوف تشهد مباريات بقية المجموعات لقاءات مثيرة أيضا في معظم الجولات الستة لهذا الدور الأول .. نشير في الختام إلى أن أكثر الدول تتويجا باللقب هي فرق إسبانيا بـ 18 لقبا، يليها كل من إيطاليا وإنجلترا بـ12 لقبا لكل بلد، بينما نصيب الفرق الألمانية 7 ألقاب و6 ألقاب لفرق بلد الطواحين هولندا .. أما الجوائز المالية للبطولة في نسخة هذا الموسم فستجعلها النسخة الأغلى في تاريخ ذات الأذنين حيث سيتقاضى كل فريق وصل إلى دور المجموعات ” 15.25 مليون يورو”، أما جائزة الفوز في المباراة النهائية ستصل إلى “19 مليون يورو” بينما ستكون مجموع جوائز البطل “70 مليون يورو”، وبلغ مجموع الجوائز لهذه النسخة الثالثة والستين لبطولة دوري الأبطال رقما قياسيا جديدا وصل إلى “1.95 مليار يورو” ..إذاً نحن أمام نسخة تَعِدُ بالكثير من التشويق والإثارة والندّية، وصراع محفوف بالمخاطر، فالدافع كبير جدا للظفر بالحسناء الأوروبية .. فلمن تبتسم يا ترى .!