إيطاليا بين أزماتها الاقتصادية ومؤتمر باليرمو.. فاقد الشيء لا يعطيه
مؤتمر باليرومو يقترب وترتفع معه وتيرةُ حشدِ الدعمِ الأفريقيّ من قِبل روما التي تحرص على القول إنّ مبادرتَها تهدف إلى دعمِ الاستقرارِ في ليبيا وإنجاحِ العمليّةِ السياسيّةِ الجارية على أساس الخطّةِ الأمميّة ..وانطلاقا من أهميّةِ الدورِ الجزائريّ بالنسبة لإيطاليا في إحداثِ نوعٍ من التوازن في ظلِّ محاولاتِ القوى الإقليميّةِ الانفرادَ بالعمليّةِ السياسيّةِ الليبيّة يبدو أنّ الملفَّ الليبيّ سيكون حاضرا بقوة على جدول أعمالِ رئيسِ الحكومةِ الإيطاليّ جوزيبي كونتي في زيارته الجزائرَ مطلع الشهر المقبل.
فروما التي تسعى جاهدةً للحفاظ على مصالحها في ليبيا تسعى في الوقت نفسِه إلى التقليل من نفوذ باريس التي ما فتئت تحاول الظهورَ بمظهر القوةِ الأوروبيّة الأكثرِ ديناميّةً وقدرةً على التحرّك في محيطها الإقليميّ، غيرَ أنّ التنافسَ الإيطاليَّ الفرنسيّ على بسط النفوذ في ليبيا طفا على السطح بعدَما اتهم وزيرُ الداخليّةِ الإيطاليّ ماتيو سالفيني فرنسا بالوقوف وراءَ حالةِ الاضطراب على خلفيّةِ أحداثِ طرابلس الأخيرة.
ورَغمَ التحرّكاتِ الإيطاليّةِ الساعيةِ لإنجاح مؤتمرِ باليرمو إلّا أنّ روما تواجه مجموعةً من العقبات التي قد تجعل هذا المؤتمرَ شبيها بمؤتمراتٍ سابقة….فالبلدُ الذي يواجه صعوبةً في إيجاد حلولٍ لأزماته الداخليّة اقتصاديّةً كانت أو سياسيّةً أو حتى أمنيّة كيف له أن يجد حلولا ومقارباتٍ لأزماتٍ خارجيّةٍ وفي مقدّمتها الأزمةُ الليبيّة؟؟ فالمؤتمرُ يقترب لكنّ ماهيّتَه والأطرافَ المشاركةَ فيه وجدولَ أعمالِه لم تُعلَن حتى الآن. ما يثير الشكوكَ أكثر حولَ إمكانيّةِ نجاحِه..