إسماعيل كمال
كان من الضروري أن يتعافى إنتر ميلانو على الصعيد الاقتصادي بعد التدهور الكبير الذي طرأ عليه بعد الموسم التاريخي في 2010 فالحمل كان كبيراً على إدارة النادي الإيطالي الكبير صاحب البطولات والتاريخ بعد رئاسة عائلة موراتي التي ظلت لسنوات طوال تدير واحداً من أبرز الأندية عبر العالم.
قبل عامين ومع إدارة الملياردير الإندونيسي إيريك توهير لم ينجح النادي في رفع مستوياته وضم صفقات من العيار الثقيل بسبب النتائج السلبية في الدوري الإيطالي وعدم التأهل لدوري أبطال أوروبا منذ سنوات، فمن الطبيعي أن اللاعبين الكبار لن يستطيعوا القدوم لفريق يشارك في بطولة الدوري الأوروبي فقط ويودع المسابقة من أدوار ليست بالمتقدمة.
وأحدثت إدارة سونينغ الصينية خلال ثلاث سنوات تغييرات جذرية على رأس الفريق بالكامل فمنذ 28 يونيو 2016 وبعد شرائها رسمياً لغالبية النادي نجحت في صناعة الحدث في السوق الإيطالية بإبرامها سبعة تعاقدات الموسم الماضي ما بين عقود إعارة وتعاقدات نهائية لكن الموسم الجديد الذي ينتظره كل جمهور الفريق الإيطالي ويضع كل أمله بالمنافسة على لقب الدوري الغائب منذ 2010 والتقدم في دوري أبطال أوروبا سيكون الهدف الأبرز.
صفقات جديدة إدارياً بدأت بالتعاقد مع جوزيبي ماروتا أحد أهم إداريي إيطاليا في السنوات الأخيرة مع يوفنتوس بطل إيطاليا وعودة جابرييلي أوريالي العارف بخبايا الفريق كلاعب وإداري ومقرب من الطاقم الفني إضافة للتعاقد مع مدرب بحجم أنطونيو كونتي ، كلها أسماء احتاجت دراسة لوضع سيناريوهات جديدة لنيراتزوري جديد يقارع الفرق الكبيرة على المستوى الرياضي إضافة إلى مقر جديد للنادي يعد من بين الأبرز على العالم بتخطيط من رئيس المجموعة الصينة تشانغ زهانغ تم الكشف عنه قبل أيام لبدء موسم ووضع استراتيجية جديدة تتخطى كل الطموحات .
وقبل انطلاق الموسم الجديد في أغسطس المقبل تبدو وضعية النادي في الميركاتو إيجابية فالمدرب الجديد أنطونيو كونتي عزز فريقه بجلب المدافع صاحب الخبرة الكبيرة الأوروغواياني دييغو غودين قادماً من أتلتيكو مدريد الإسباني في صفقة انتقال حر ليمتلك الفريق أحد أقوى الدفاعات في إيطاليا وفي القارة الأوروبية من حيث الأسماء، وبعدها تمكن الفريق من تعزيز صفوفه بالنمساوي فالنتينو لازارو من البوندسليغا وتحديداً من هيرتا برلين الألماني ولاعب ساسولو ستيفانو سينسي المطلوب من كونتي شخصياً، ولا يزال الفريق ينوي ضم العديد من اللاعبين والتخلي عن البعض فالأسماء المطروحة والمتداولة تؤكد بأن كونتي وسونينغ قد اتفقا بالفعل على تغيير جذري في الفريق الأزرق والأسود كالبلجيكي روميلو لوكاكو وإيدين دزيكو.
بالنظر إلى السنوات الماضية للمجموعة الصينية والخروج من الأزمة مع اليويفا بشأن قانون اللعب المالي النظيف وضع أكثر من 550 مليون يورو للاستثمار في كل النادي فالاستراتيجية التي تضعها سونينغ تقتضي جني ثمارها خلال وقت ليس بالبعيد، فارتفاع القيمة التسويقية خلال الموسم الماضي والقفزة النوعية الكبيرة للمجموعة الصينية ستدفع النادي الإيطالي لأن يعود للمنافسة على سوق اللاعبين فالنادي قفز من المركز الثامن والعشرين إلى الثالث عشر على مستوى القارة الأوروبية ليحل ثانياً خلف يوفنتوس محلياً .
عصر جديد للنيراتزوري يقوده أصغر رئيس للإنتر على مر التاريخ ستيفين زهانغ صاحب الستة والعشرين عاماً وبإدارة طورت الوضع الاقتصادي بشكل سريع حيث سيحصل الإنتر على أكثر من 62 مليون يورو من مكاسب التأهل لدوري الأبطال ورعاة النادي الأساسيين كشركتي بيريلي للإطارات وشركة نايك الراعي الرسمي لقمصان الفريق.
المؤكّد أن مجموعة سونينغ الصينية إمبراطورية اقتحمت إيطاليا بسهولة لتتحوّل من شركة تخسر مئات الملايين إلى شركة تنتج الأموال وتقنع الجميع بأنها قلبت رأس الإنتر رأساً على عقب.