“إعلام نون النسوة” في ليبيا.. “غياب” الحضور
218TV| خاص
تبدو “التجارب النسائية” في عالم الصحافة منذ عقود غير قابلة للحياة، خصوصا في ظل “فهم مُشوّه” في المنطقة العربية والإسلامية بشأن “وظيفة ودور” المرأة، إذ أن “صحفاً نسائية” قليلة هي تلك التي نجت أو حفرت لنفسها بصمة على صعيد الإعلام العربي، فيما “لفظت” صحف نسائية عدة في العالم العربي “أنفاساً أخيرة”، فيما كانت الصحف ذاتها لا تُقدّم شيئا مهما أو مؤثرا، وكانت أقرب إلى شكل “النشرات” التي تسيطر عليها أخبار ونشاطات “سيدات المجتمع المخملي”، علما أن المقصود بـ”الصحافة النسائية” الإعلام الذي يُقدّم مضموناً خاصاً بالمرأة، وليس المؤسسات الإعلامية التي قادتها نساء في مراحل معينة.
في ليبيا يختلف الحال قليلا، فنظام العقيد القذافي الذي جثم فوق صدور الليبيين لأكثر من أربعة عقود لم يكن ليسمح بـ”صحافة الرجال”، حتى يُعطي قيمة لـ”صحافة النساء”، وهو ما أثر كثيرا على المشهد الإعلامي الليبي بصورة عامة، لكن مع ذلك ظهرت محاولات نسائية عدة، فيما اللافت أن العديد من تجارب “الصحافة النسائية” ظهرت قبل انقلاب نظام العقيد عام 1969 وظهر فيها “الحضور النسائي” و “الحركة النسائية” التي كانت سبّاقة في ليبيا، إذ ظهرت صحف “المرأة”، و”البيت”.
وفي “سنوات العقيد” ظهرت “صحف نسائية” مثل “الانطلاقة” التي صدرت عن الاتحاد النسائي، و “رسالة الجمعية”، التي كانت تصدر عن جمعية النهضة النسائية لكنها مع الوقت جرى “تدجينها”، وكانت تُلْزم بـ”مدح العقيد”، وتقديم نظرياته الاجتماعية بخصوص دور ووظيفة المرأة، إذ لوحظ أن هذه التجارب ماتت تدريجيا، وأن العديد منها أصبحت أثراً بعد عين، فيما المحاولات التي ظهرت بعد ثورة فبراير كانت أقرب إلى “الغياب” رغم الدور الكبير واللافت الذي عكسته المرأة الليبية في “تفاصيل فبراير”، وما بعد فبراير.