“إعدامات” الورفلي “تقسم” الـ”Social media” قبل “قمة باريس”
218TV.net خاص
يلفت أحدث مقطع فيديو مُتداول للرائد محمود الورفلي آمر محاور القوات الخاصة الصاعقة بنغازي إلى “طريقة إعدام جديدة” تميل قليلا نحو “التنظيم” كبديل لـ”العشوائية” التي طبعت مقاطعه السابقة، فيما طغى “الحد الأدنى” من التنظيم على المقطع الجديد الذي تتساءل أوساط سياسية عن “مغزى توقيته” قبيل ساعات قليلة من لقاء ستستضيفه العاصمة الفرنسية بين رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني.
لا تملك الأوساط “أدنى فكرة” عن سر ظهور مقاطع الرائد الورفلي الذي طالبت دائرة ادعاء عام في المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه عن العمل في الجيش الوطني إلى حين إجراء تحقيقات داخل المؤسسة العسكرية لمعرفة مدى تورطه، وما إذا كان قد نفّذ الإعدامات في إطار قانوني، أم مارس “قتلا عشوائيا” لعناصر إرهابية، لكن بقي السؤال العريض وهو المستفيد من تمرير مقاطع فيديو من هذا النوع البشع قبيل لقاءات ليبية – ليبية، وفي أوقات عصيبة، إذ لوحظ أن وسائل إعلام قد صوّبت مرارا لإشانة سمعة الجيش الوطني، مع أنه وفقا للمعايير الدولية فإن أي “مخالفة مسلكية” داخل الجيوش لا يتحمل وزرها الجيش ككل.
“المقطع الصادم” استدعى “طريقة قتل” أقل بشاعة، وأكثر تنظيما، لكنها بقيت خارجة عن “الإطار العسكري التنظيمي”، إذ يُفْترض بمن ظهروا في المقطع على أنهم عناصر إرهابية أن يخضعوا لمحاكمة، ثم تصدر أحكام بحقهم، وأن تتولى مؤسسات عدلية تنفيذ الأحكام، وليس قائد عسكري يُفترض أن مهمته الأساسية الإشراف على قتال المجموعات الإرهابية في الميدان، والتحضير لمهاجمتها، لكن طبقا للمعايير الدولية فإنه في حال وقوع أي عناصر في الأسر فإنهم يحالون إلى السجون العسكرية تمهيدا لمحاكمتهم.
في الـ”Social media” يدور صراع من نوع خاص بين مؤيد لإعدامات الورفلي بوصفها تجري لعناصر قتلت الليبيين ومثّلت بهم، واحتلت بيوتهم ومدنهم، وبين معارض لمقاطع الورفلي التي يرون فيها عودة إلى “سنوات العقيد” من حيث القتل العشوائي، وإثارة الرعب، وتخويف الحالمين بـ”ليبيا الحرية والعدالة وسيادة القانون”، لكن المعسكرين يتفقان تماما أن النشر في هذا التوقيت ليس بريئا، وربما يكون جزءاً من حملة أكبر لضرب الجيش الوطني، خصوصا بعد أن تعاظم الاهتمام دولياً بقدرة الجيش على القيام بخطوات عسكرية من طراز “تحرير المدن”، خصوصا وأن المقطع ترافق مع حملة مدوية وصلت إلى حد اتهام الجيش بـ”تقليد داعش”.