إصرار تركيا على التدخل في ليبيا يقودها إلى مواجهة مع “إيريني”
اعتبر المحلل السياسي الليبي، بشير الصويعي، أن عملية اعتراض سفينة الشحن التركية من قبل مهمة “إيريني” لمراقبة تنفيذ حظر الأسلحة على ليبيا؛ برهن على حدوث تحوّل جليّ في المواقف الأوروبية نحو التدخل التركي في ليبيا والذي لا يزال متواصلاً رغم اتفاق جنيف الموقع في 23 أكتوبر الماضي، وقرارات مجلس الأمن الرافضة للتدخل الخارجي في الشأن الليبي.
وقال “الصويعي” في حديث لـ”العرب” إن نظام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لا يزال يراهن على عرقلة مسارات الحل العسكري والسياسي؛ رغبة منه في تعزيز تواجده كقوة احتلال في ليبيا، معتمدًا على نفوذ الميليشيات وقوى الإسلام السياسي، فضلاً عن سطوة مراكز الفساد التي أصبحت ترى أن مستقبلها داخل ليبيا مرهون بالتطابق التام في المواقف مع أنقرة.
وفي ظل إصرار نظام “أردوغان”، على الاستمرار في تهريب الأسلحة والذخائر والدفع بالمزيد من قواته إلى منطقة الغرب الليبي لتأكيد الإبقاء على تدخله المرفوض شعبيًا، بما يربك الجهود الأممية لتحقيق الحل السياسي للأزمة المستفحلة منذ تسع سنوات؛ جاء الصدام بين تركيا ومهمة “إيريني” لمراقبة تنفيذ حظر الأسلحة على ليبيا.
وقد استنكر فيه، رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الليبي، طلال الميهوب، صمت بعثة الأمم المتحدة على انتهاك أنقرة المستمر لاتفاقيات جنيف من خلال مواصلتها إمداد التشكيلات المسلحة بالسلاح والذخائر، بما يؤثر سلبيًا على المسارات التفاوضية لحل الأزمة.
وقالت رئيسة البعثة بالوكالة ستيفاني وليامز، إن لدى الأمم المتحدة القدرة على تنفيذ المهام المنوطة بها بدعم من الأسرة الدولية، مشددّة على ضرورة احترام حظر السلاح بالكامل.
وأضافت أن العملية “إيريني” تلتزم بقرارات مجلس الأمن، وما قدمته حتى الآن هو عمل جيد، ما يوجب على كافة الدول التي تخترق حظر السلاح أن تتمتع بالذكاء، وتتقيّد بمسألة فرض حظر السلاح، لاسيما أن ليبيا غارقة حتى أذنيها في الأسلحة وليست بحاجة للمزيد، وفق تعبيرها.