إردوغان يَنهى عن إرهابٍ ويأتي بِمثلِهِ
عبدالوهاب قرينقو
لطالما أشاد المراقبون بحنكة الرئيس التركي المثير للجدل رجب الطيب أردوغان من مد وجزر مع القوى العظمى في قطبي العالم شرقاً وغرباً ومابينهما من قوى إقليمية متنافسة لكنهم يقفون اليوم مندهشين أمام غلو أحكام وغرابة مواقف هذا الرجل خاصةً بعد اتهامه لفرنسا بتشجيع الإرهابيين باستضافتهم في قصر الإليزيه،حسب وصفه.
اتهام إردوغان يأتي على خلفية الدعم الفرنسي لقوات سوريا الديموقراطية الذي أدى مؤخراً لنشوب خلاف سياسي بين البلدين العضوين في حلف الناتو.. وعلى عادة إردوغان يجن جنونه حينما يتعلق الأمر بمعارضيه فلم ينس العالم العنف المفرط والاعتقالات الخيالية وقمع المتظاهرين والمحتجين فيما سماه بالانقلاب الفاشل على نظامه.
. . . مؤخراً دأبت فرنسا على انتقاد العملية العسكرية التي تنفذها تركيا في الشمال السوري ضد قوات حماية الشعب الكردية المصنفة من أنقرة كمنظمة إرهابية.
تركيا هذه المرة عبر سلطانها النهم للسلطة والزعامة “إردوغان”، تجاوزت الانتقاد والاتهام لتقترب من تهديد دولة كفرنسا بتبني قوله بأن دعم الإرهاب يمكن أن يجعل من فرنسا هدفاً لتركيا.
إردوغان يكيل بمكيالين فهو الداعم لـ “الثورة والثوار” –مثلاً- حينما يتعلق الأمر بدعمه للجماعات المسلحة المتطرفة والإرهابية على حد سواء في ليبيا من جرافات الموت التي ساندت الارهابيين الذين يقاتلهم الجيش الوطني في بنغازي مروراً بدعمه اللامحدود للإخوان المسلمين في ليبيا وغيرها من دول عربية وليس نهاية بتلك السفينة المبحرة من بلاده التي تم ضبطها في اليونان متجهةً إلى ليبيا ومحملة بأطنان من المواد القابلة لصنع المفخخات والمتفجرات .
إردوغان اليوم وككل يوم يثبت سوء نهجه الذي يجانبه الصواب كل مرة ولا يتوانى عن ارتكاب الحماقات السياسية في سبيل عودته بأوهام الإمبراطورية العثمانية التي تجاوزها التاريخ وتحصن ضد حمقها وعنجيتها العربُ وكل شعوب العالم .