إدريس السنوسي ذكرى رحيل “الزهد”
بعد 14 عاماً خارج الحكم، في العاصمة المصرية القاهرة، ودع الملك الراحل إدريس السنوسي الدنيا، في 25 مايو 1983.
يتذكر الليبيون بوضوح جملاً عديدة نقشت عميقا في ذاكرة التاريخ للسنوسي، بدءاً من “حتحات على ما فات” في بداية حكمه، التي أطفأت كل رغبات الثأر والانتقام، في مجتمع خارج من أقسى التجارب التاريخية، بين احتلال فاشي أراد تغييره بالكامل، وحروب عالمية دمرت كبرى حواضره.
لكن الحادثة التي يستذكرها كثيرون اليوم، هي عندما سلم الملك “عهدة” مالية كانت بحوزته لسفارة ليبيا لدى اليونان، التي كان يزورها عند حدوث انقلاب سبتمبر 1969، قبل أن يتوجه لمصر التي بقي فيها إلى حين وفاته.
غادر “السنوسي” الدنيا وترك وراءه ذكرى تأسيس دولة اسمها “ليبيا”، ومثل كل حاكم في التاريخ، تناولت الكتابات حقبة السنوسي بالتعظيم تارة، والنقد مرات أخرى، لكن شيئين لا ينساهما له أحد “دستور” بنى البلاد، ونظافة يده التي شهد بها الجميع.
اليوم، وجل الليبيين يتابعون تقارير الفساد الذي استشرى في جميع المؤسسات، تحضر المقارنة، بين الحقب التاريخية في البلاد الليبية، منذ اكتشاف النفط إلى اليوم، بين من بنى ومن سرق.