218TV|خاص
خلافا للمتوقع وضع حزب النهضة –النسخة التونسية من تنظيم الإخوان المسلمين- قدماً في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستجري يوم الخامس عشر من الشهر المقبل، إذ كان الرأي الأقوى داخل الحركة والتي استمرت مناقشاتها حتى وقت مبكر من اليوم الأربعاء هو دعم مرشح من خارج الحركة، لكن “الرأي النافذ” بـ”إخوان تونس” دفع نحو ترشيح شخصية إخوانية “معتدلة وأقرب للعلمانية”، وتوصف تونسيا بأنها “مستنيرة وبراغماتية”، إذ بات عبدالفتاح مورو هو المرشح الرسمي لـ”إخوان تونس”.
وخلافا لتقارير ومعلومات سابقة أيضا، فإن “إخوان تونس” قد أظهروا “شهية استثنائية” للفوز برئاسة تونس عبر الدفع بمرشحين آخرين من وراء ستار، فحتى الآن لا أحد يصدق أن رئيس الوزراء السابق حمدي الجبالي لم يعد قياديا إخوانيا بعد انسحابه السابق من حزب النهضة، مثلما لا أحد يصدق أيضا أن الرئيس السابق لتونس المنصف المرزوقي لا يدين لـ”التنظيم الدولي” بـ”ولاء سري”، إذ ترشح الجبالي فعلا للانتخابات، فيما يُعْتَقَد أن المرزوقي سيضع أوراق ترشحه في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
وبهذا “الترشيح الثلاثي” لـ”إخوان تونس”، مع عدم استبعاد وجود “مرشحين سريين” تحسبا للمفاجآت، فإن حزب النهضة من المرح بصورة كبيرة أن يكون قد وضع قدما في قصر قرطاج، فيما سيُصوّت علنا لمورو، مع عدم استبعاد أن يتم الطلب من الكوادر الإخوانية “تجيير أصوات” لصالح الجبالي والمرزوقي، فرغم أن التونسيين يستذكرون للمرزوقي مغادرته لقصر قرطاج طوعا، واحترامه لتسليم السلطة بعد انتخابات عام 2014، لكن كثيرين يرونه “سياسيا متسرعا”، إذ “وضع كل بيضه بسلة الإخوان” خلال السنوات القليلة الماضية، إذ أطلق سلسلة مواقف سياسية تلفزيونية يصعب معها “إعادة تعويمه رئاسياً”.
مورو والجبالي، وتقريبا المرزوقي سيتنافسون على “تيارات منقسمة” داخل “إخوان تونس”، فمورو رغم أنه “مستوى قيادي” في حزب النهضة إلا أن مواقفه المعتدلة والمستنيرة، وانفتاحه السياسي، ومرونته قد فتحت “عش دبابير” تيار التشدد داخل “النسخ الإخوانية”، فمورو ليس محبوبا أو مطلوبا داخل إخوان تونس، وقد كان قبل أسبوع عرضة لـ”هجوم شرس” من داعية مصري هارب محسوب على “إخوان مصر”، هاجم مورو بسبب ترحمه على الرئيس التونسي الراجل الباجي قايد السبسي، ومشاركته في تشييع جنازته.
وبهذا الترشح الثلاثي، فإن فرص وصول يوسف الشاهد رئيس الحكومة إلى قرطاج بات ضعيفا جدا، إذا ما قرر الترشح في وقت لاحق عن حزب “تحيا تونس”، فيما أصبح ترشيح حزب “نداس تونس” لأي قيادي فيها لمنصب الرئاسة “مضيعة للوقت”، لأن الحزب من المرجح أن يتراجع وضعه كثيرا بعد رحيل مؤسسه الباجي قايد السبسي.