أُوكر .. أول جريدة تختص بالفن التشكيلي العربي
جريدة أوكر انطلقت من ليبيا لتحتضن التشكيليين العرب من مختلف مشاربهم
متابعة: خاص 218
استقبل الوسط التشكيلي والثقافي اليوم، نبأ ولادة أول جريدة ورقية مختصة بالفن التشكيلي، وذلك بعد مخاض عسير استمر مدة 6 أشهر وبضعة أسابيع، وعقب محاولات قاربت أن تكون يائسة لإطلاقها، ومن المقرر انطلاق عددها الأول صباح غدٍ الأحد الـ28 من أكتوبر تحت اسم “أُوك”، يرأس تحريرها رسامة الكاريكاتير والصحفية “منى بن هيبة الشريدي”.
موقع “218” التقى “الشريدي” لتسليط الضوء على هذا المشروع الطموح، حيث أوضحت في مستهله أن “أوكر” جريدة مستقلة تصدر شهريا بشكل مؤقت عن مؤسسة “أوكر للفنون التشكيلية”، مؤلفة من عدد 12 صفحة بعدد 3 ملازم، تهتم بكل أخبار ومناشط الفن التشكيلي بمختلف أصنافه وأطيافه، تحمل على صفحاتها الاستطلاعات والمتابعات الصحفية التي
تناقش هذا المجال المهمَل من الفن، وتسلط الضوء على إبداعات الليبيين والمواهب الشابة.
وأشارت إلى أن “أوكر” تهتم بكل ما يحتاجه الفنان الموهوب لفهم عملية إنشاء اللوحة الفنية، وكل ما يتعلق بها، وتعرُِّف بتاريخنا الفني كبلد مسلم يفتخر بفنونه الإسلامية التي تميّزنا بها عن غيرنا من الثقافات والمدارس الفنية، حتى صارت فناً يحظى باهتمام عالمي واسع، خصوصاً فيما يتعلق بالحروفيات والتي تبرز جماليات الحرف العربي.
وحول أساس فكرة إنشاء جريدة للفن التشكيلي العربي، أوضحت بأن صحيفة “أوكر” هي فكرة انبثقت عن الحاجة لوجود منشور ورقي يهتم بالفنان التشكيلي العربي، ويسهم ولو بجزء بسيط في نقل أعماله للمتلقي أينما كان وحيثما وُجِد، فالمهرجانات التشكيلية العربية تقتصر في الغالب على كبار الفنانين التشكيليين، بالإضافة إلى أن الكثير من المعارض يتعذر على العديد من الفنانين المشاركة فيها بسبب عدم توفر الدعم المادي الكافي لنقل المشاركين وأعمالهم الفنية إلى البلد المستضيف.
وأضافت: “رأينا مؤخرا ظهور نوع جديد من المعارض يعتمد في الأساس على الصور الفوتوغرافية للعمل الفني، حيث يتم إما عرضها داخل أروقة المعارض أو سحبها وتكبيرها وتعليقها بأسماء أصحابها، فضلاً عن أننا لاحظنا المشقة التي يتكبدها الفنان للمشاركة في المعارض المحلية والدولية، وتكبده لمصاريف حجز مكان العرض، لهذا دبّت الحماسة فينا للتفكير بشكل جدي في سبيل آخر لإيجاد عمل يكون بمثابة المعرض المتنقل للّوحة الفنية العربية، فكانت فكرة تأسيس صحيفة ورقية تُعنى بالفن التشكيلي وتجمع أعمال كل الفنانين العرب”.
كما لفتت إلى أن الفكرة جاءت امتدادا لعمود صحفي ينشر أسبوعيا، عبر أديم صحيفة “برنيق” تحت عنوان: (همسات ريشة)، ولاحظت من خلاله أن المساحة لا تكفي أحيانا لنشر القراءات النقدية إلى جانب اللوحات مما يفقد القراءة قيمتها في غياب العمل، فجاءت الفكرة الخجولة، وقمت بعرضها على عدد من الزملاء التشكيليين العرب فتلقفوها بالود والترحاب.
وأعربت “بن هيبة” عن استيائها لإهمال وسائل الإعلام المحلية لنشاطات الفنانين التشكيليين قائلة: “للاسف أن الفن التشكيلي لا يلقى اهتماما واسعا لدى الجهات الإعلامية المقروء منها أو المسموع على حد سواء، ولقد عرضت الفكرة الخجولة على عدد من الزملاء في الوسط التشكيلي، فبادروا باحتضانها، ما زاد من حماستي وتشجيعي على طرحها أمام الجميع، فوجهنا الدعوات لعدد كبير من الفنانين للمساهمة في إثراء مواضيع الصحيفة، لتكون نافذة نطل من خلالها على اللون، ونفتح من خلالها آفاق أوسع وأرحب في نشر هذا الفن والتعريف به وبمدارسه والارتقاء بالذائقة البصرية والتذوق الجمالي للأشياء من حولنا”.
وحول الدعم المادي للمطبوعة الوليدة قالت: “لا شك أن عمل بهذا الحجم هو رهين للظروف المادية فكما نعلم أن الفن التشكيلي يعتمد على اللون، وهو بالضرورة يحتاج إلى معايير عالية للتنفيذ من حيث نوعية الورق لضمان جودة الصورة وحتى لا نبخس الحق الفني للوحة أي فنان، وبعد إتمام الإجراءات القانونية الخاصة تمكنا من الحصول على رخصة من قبل الهيئة العامة للثقافة والإعلام و المجتمع المدني التابعة للحكومة المؤقتة والذي بموجبه تمكنا من مزاولة النشاط الصحفي، إلا أن غياب الجهات الداعمة والممولة لهذا المشروع حال دون السحب الورقي لهذا العدد، لكن بعد إعلاننا اليوم لخبر انطلاقة الجريدة تلقينا العديد من التعزيزات المادية التي من شأنها أن تساهم في السحب الورقي في العدد القادم بإذن الله، كما تلقينا عددا من المراسلات من تونس وسوريا والعراق وغيرها مفادها فتح فروع عربية لأوكر لنشر وتوزيع الجريدة في مختلف أنحاء البلاد العربية”.
يشار إلى أن معنى أُوكر، هي لفظة إغريقية وتعني بالعربية “اللون الكركمي” أو “الترابي”، وهو اللون المميز لصحرائنا، والصحراء هي رمز للعروبة، وترجع فكرة الاسم للفنان التشكيلي العراقي عمار عبدال، فيما يرجع تصميم الشعار للفنان الفلسطيني محمد المخ.