أوساط دولية “تغوص” بأسباب إسقاط روسيا لولكوكس
218TV.net خاص
اقتربت أوساط دولية مطلة على ما يجري داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة من وضع “تحليل دقيق” لـ”دائرة الاستهداف” التي حشرت روسيا فيها ريتشارد ولكوكس “رابع رسول أممي” إلى ليبيا، وثاني مرشح لخلافة الألماني مارتن كوبلر على رأس البعثة الأممية للدعم في ليبيا، إذ يحلو لهذه الأوساط الحديث عن الاكتشاف الروسي لـ”شيفرة فيلتمان” التي دعت الروس لإسقاط خيار ولكوكس بـ”فيتو شفوي”، أصبح معه البحث عن بديل لولكوكس “أمرا جديا”.
تقول الأوساط الدبلوماسية الدولية لموقع قناة (218) إن الدبلوماسي الأميركي “النافذ” جيفري فيلتمان هو الذي دفع إلى ترشيح ولكوكس، وهو ما خشيت موسكو معه من أن يكون ولكوكس “طائعا” لأجندة فيلتمان التي تقوم أساسا على “عداء المصالح الروسية حول العالم، عدا عن أن ولكوكس نفسه ذا “خلفية استخبارية”، وليس له أية علاقة فعلية ب”السياسة والدبلوماسية”، وهي الخلفية التي دفعت موسكو لأن تُبادر ب”ضربتها الإجهاضية”.
وتشير الأوساط إلى أن لدى موسكو “قناعة” بأن ولكوكس سيعتمد على مقاربة سياسية واستخبارية وعسكرية تقود إلى “نفوذ أميركي مطلق” على الأرض الليبية، وهو أمر يُعاكِس “الرغبة الروسية” بدور ما في ليبيا، إذ تعرف روسيا مسبقا أن الثنائي “ولكوكس-فيلتمان” سيعمد إلى وضع ليبيا في ظل “إدارة أمنية”، والسعي لتفجير الأوضاع في ليبيا على نحو “أكبر وأخطر”.
وبحسب الأوساط ذاتها، فإن روسيا تعرف سلفا أن ولكوكس لديه “وصفة تدميرية” تهدف إلى تصميم حروب قبلية في ليبيا، في مسعى لإنشاء مجلس أعلى للقبائل على غرار “اللويا جيركا” في أفغانستان، علما أن “الهدف المخفي” لفيلتمان وولكوكس هو تقويض دور قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، الذي تعتبره روسيا “أكثر من صديق” لكنه لا يزال طبقا للحسابات الروسية “أقل من حليف”.
توازيا، تعمل روسيا لـ”قطع الطريق” على أية محاولات أميركية التفافية لإبعاد روسيا عن الملف الليبي أسوة بما حصل عام 2011، فيما أظهر “التدقيق الروسي” بملف ولكوكوس أن للأخير “أصابع وبصمات” في إعادة تشكيل قوات أمنية وعسكرية عراقية عام 2003 وفقا لعقيدة القتال الأميركية، وطبقا لـ”العتاد الأميركي” الذي صار حكرا لشركات أسلحة أميركية.
الشروحات الدبلوماسية التي طيّرتها موسكو إلى مكتب الأمين العام أنطونيو غوتيريش تشير إلى أن هناك “فتوراً” داخل مجلس الأمن بشأن ترشيح ولكوكس، إذ تلمح روسيا إلى أن فرنسا تمتلك “رفضا صامتا” إزاء ترشيح ولكوكس، إذ تطالب روسيا بما تسميه مراعاة للجانب المصري في عملية الترشيح الجديدة بشأن ليبيا، والإنصات للمسعى الفرنسي، لكن موسكو لا تريد أن ترشح أحدا لـ”حقل الأشواك الليبي”.