أن تكون “صالح” و”أبيض”.. حكاية وداع
تقرير 218
للفنان الراحل صالح الأبيض، حكايات في كل بيت ليبي، بدأت سطورها مع مشاهد أعماله الفنية، التي كانت تُعرض في شهر رمضان، وغيرها من المواسم. ولم تنتهي برحيله.
هذه المفردات وأكثر، عبّر عنها الليبيين والليبيات، وهُم يكتبون على صفحتاهم في مواقع التواصل الاجتماعي، بالحُزن العميق على فُراق أحد الذين استطاعوا أن يهزموا حُزنهم وبؤسهم في وطن يئن من الوجع منذ أعوام.
وبمناسبة الحديث عن مواقع التواصل، للفنان الراحل، صفحة عامة باسمه، مهمتها الوحيدة هي إضحاك الناس وتغيير مزاجهم الذي تعكّر في زحمة المواقف اليومية التي يعيشونها، من طوابير على المصارف والمخابز، إلى بوابات أمنية مجهولة. وهذه الصفحة على وجه التحديد، ازداد زُوّارها في يوم رحيل صاحبها، ودخلوا عليها بوِقار وتقدير، وهُم يحاولون البحث عن فرحة مخفية، تُزيح ما يُثقل كاهلهم.
لم يكُن الحزن على رحيل صالح الأبيض، في مدينة بعينها، بل كل مدينة عبّرت عن حزنها بطريقتها الخاصة، إلى أن وصلت للجهات الرسمية في ليبيا، وانتقلت بعدها إلى وسائل إعلام غير ليبية، نشرت خبر وفاته، بعد أن قرأت وشاهدت الزخم الذي كان مُصاحبا لخبر رحيله، فور انتشاره على منصات التواصل الاجتماعي.
وللفنان الراحل صالح الأبيض، قفشات ومقاطع فيديو لأعماله الفنية، يحفظها الليبيين والليبيات، لما لها من قُدرة على منح الفرح والبهجة في نفوس الكثيرين، وصناعة التفاؤل في أحيان كثيرة، رُغمًا عن قساوة المشهد الأخير في وداعه.