أميركا مهووسة بـ”داعش”.. والقاعدة “تسرح وتمرح”
في مقالٍ للكاتبة “لويس كاليغون” فتحت “صنداي تايمز” أبوابا للتساؤلات الكثيرة التي تدور حول “داعش” و”القاعدة”، التنظيمين المتطرفين اللذين يبدو أنهما يتناوبان على صناعة الرعب والموت في العالم، فقالت “كالينغتون” إن القاعدة تُحكِم سيطرتها في “سوريا” بينما أميركا مهووسة بالانشغال بداعش، ذلك أن محافظة “إدلب” السورية تخضع الآن بالكامل لسيطرة القاعدة الذي يمارس سلطة مطلقة في المحافظة، إذ يجبر الفتيات على ارتداء النقاب في الجامعة، ويرسل القتلة المحترفين للتخلص من المعارضين المعتدلين، بحسب مادّة صحفية نشرها موقع إيلاف اليوم الأحد.
رصدٌ دقيق من الكاتبة لرحلة القاعدة في “إدلب” لتحقيق كل أهدافه، ذلك أن التنظيم كان منشغلا في السنوات الأربع الأخيرة بالتخلص من المجموعات المسلحة الأخرى، لينتهي من ذلك الآن ويبدأ في حكم المنطقة، استشهدت “كالينغتون” بما قاله موظف سابق في بلدية “إدلب” عندما وصف الوضع في المدينة أنه خطير، واصفا رجال “القاعدة” بمحاولة التقرب إلى الناس لضمان تحقيق أهدافهم.
“القاعدة” حسب الكاتبة البريطانية تعلّمت من أخطاء “داعش” الذي سقط في أكثر من مكان ويواجه الآن خطر الانهيار، فقالت إن منتسبي التنظيم يرسلون الخبز للفقراء، وفي المقابل فقد توقفوا تماما عن تنفيذ الإعدامات العلنية التي تنفر الجميع منهم، أما الكاتبة “إيما غراهام” فقد كتبت لصحيفة “الأوبزرفر” مقالا عن منفّذي الهجمات الإرهابية وما يجمعهم من سمات، فقالت “غراهام” إن الإرهاب عنصر يجذب المراهقين ومن هم في العشرينات من العمر، بعيداً عن جنسهم وديانتهم وعرقهم، وخلصت إلى أن ما يجمع منفذي هذه الهجمات هو “العمر” بعيدا عن الجغرافيا والإيديولوجيا التي جنّدتهم، فالفكر المتطرف حسب الكاتبة يروق للناس على اختلاف جنسهم ومركزهم الاجتماعي وديانتهم وعرقهم.
كما أنهم منضوون تحت جماعات يكون رئيسها في الغالب كبير السن نسبياً، إلا أن أغلب مناصريه ومنفذي العمليات المنفردة تجمعهم صفة واحدة هي العمر، فأشارت هنا تحديدا إلى المتهم في تفجير مترو لندن الأخير، البالغ من العمر “18” سنة، ولم تنسَ الانتحاري “سلمان عبيدي” الذي فجر نفسه في “مانشستر ارينا” وقتل “22” شخصاً وهو الذي لم يتجاوز الواحدة والعشرين من عمره.
طرقت الكاتبة باب العلم أيضا في هذا الشأن، فأوضحت أن العلماء مازالوا يتجادلون في الأسباب التي تدفع هؤلاء الشباب للإقدام على هذا السلوك المتطرف، إذ قد يكون سببه كيمياء الدماغ الذي ما زال ينمو، أو أن عوامل خارجية منها قلة الخبرة أدّت إلى تأثّرهم بمتطرفين، وختمت بالقول إن الشباب ينضمون بكثرة لجماعات اليمين المتطرف تماما كما ينضمون إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة.