أميركا منعت “وزيرا” من حضور خطاب ترامب ل”سبب غريب”
218TV|خاص
في وجه التحديات الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة الأميركية منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر قبل نحو 17 عامًا، فإن السؤال الأبرز الذي يندلع حول العالم ماذا لو استغلت تنظيمات إرهابية دولية مثل “القاعدة” و”داعش” شن هجمات على مكان يتجمع فيه الرئيس الأميركي مع كبار القادة الأميركيين سياسيين وعسكريين وأمنيين، ونجحت مثل هذه الهجمات في شل الإدارة الأميركية وتحييدها ما بين قتيل وجريح ومفقود، من سيحكم الدولة الأولى في العالم حال هجوم ناجح من هذا النوع؟
“العقل المركزي البارد” داخل الولايات المتحدة الأميركية لا يترك مجالاً للافتراض أو الصدفة، فهذا السيناريو على صعوبة افتراضه في دولة مثل أميركا، ومع “رئيس محصن”، مثل: رئيس الولايات المتحدة الأميركية، ففي خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه دونالد ترامب بحضور كل أركان وقادة الإدارة الأميركية كتقليد دستوري أميركي سنوي، لم يلاحظ الأميركيون غياب وزير في إدارة ترامب عن حضور خطاب حالة الاتحاد، فالأمر لم يكن صدفة أو لداعي مرض أو انشغال الوزير، فغياب وزير الزراعة الأميركي سوني بورديو عن خطاب ترامب كان ضمن سياق خطة استخبارية.
طبقا للدستور الأميركي فإنه في حال غياب للرئيس أو نائبه، إضافة إلى كبار القادة العسكريين والأمنيين والوزراء عن مسرح العمليات فإنه يقتضي أن يتولى سلطات الرئاسة وإصدار القرارات وزير ضمن الطاقم الحكومي تؤول إليه سلطات الرئيس كاملة، فعلى الرئيس في حال أي مناسبة وطنية تقتضي أن يتجمع لحضورها ترامب ونائبه وكبار القادة أن ينتدب وزيرا من إدارته للغياب هذا التجمع، على أن يجري تأمين هذا الوزير إضافة إلى ما لا يقل عن خمسة أعضاء مجلس النواب الأميركي في مكان آمن وسري، لإبعادهم عن أي خطر محتمل، إذ وقع الاختيار هذا العام على وزير الزراعة سوني بورديو.
وفي مكان مجهول تماماً حتى عن أفراد عائلته، فإن سوني بورديو إضافة إلى النواب الخمسة فإنهم سيتحولون في حال حصول مكروه للقيادة الأميركية إلى نواة مصغرة للقيادة الأميركية تتولى التشريع باسم مجلس النواب، وإصدار القرارات والأوامر باسم البيت الأبيض، وأن القول الفصل سيعود إليهم وحدهم في قيادة الولايات المتحدة الأميركية بما في ذلك شن هجوم نووي عبر التعميم على مركز القيادة الاستراتيجية الموجود في ولاية نبراسكا، والمتصل بالحقيبة النووية الموجودة مع ترامب إنه في حال فقدان الاتصال بالرئيس أو نائبه، فعليهم تلقي الأوامر الاستراتيجية من “نواة الحكم المصغرة”.
الوزير الأميركي والنواة التشريعية نُقِلوا إلى مقر محصن، ومحمي حتى من الهجمات النووية، ومجهز بأحدث وسائل الاتصال التقليدية وتلك السرية التي لا يمكن تعقبها، وهو مقر تقول قيادات أميركية عليا أنهم فعلا لا يعرفون أي معلومات عن مكانه، ومن المرجح أن مستويات عليا جدا داخل وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA) هي التي تعرف هذا المكان، وفعليا ستتولى تأمينه.