أميركا أمة خطيرة الآن ومتهورة
ترجمة خاصة لموقع 218
نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز اللندنية مقالا حول السياسة الأميركية الحالية لإدارة دونالد ترامب بعنوان “أميركا دولة خطيرة الآن.” للكاتب راشمان غيدون، جاء فيه:
إن الادعاء الذي طالما قيل في السابق واعتُبر نوعا من الدعاية الروسية والإيرانية بأن “أميركا أمة خطرة على السلم العالمي” يبدو لكثيرين في التحالف الغربي أنه يحمل نوعا من الحقيقة المؤلمة، لأن أميركا تبدو بالفعل أمة خطرة، فخلال الأسبوع الماضي دخل ترامب في مناوشات نووية مع كوريا الشمالية من خلال تهديده لها بـ “النار والغضب”، وأطلق تحذيرات غامضة تجاه فنزويلا، وخطب ودّ اليمين الأبيض المتطرف في أميركا. وبالتالي فإن ترامب يقدم النقيض المطلق للزعامة الهادئة الرصينة التي يطلبها حلفاء الولايات المتحدة من واشنطن.
ويصف الكاتب تهديدات ترامب لكوريا الشمالية باستخدام “النار والغضب” بأنها تتسم بالطيش والتهور. وأنه حتى وإن كانت التهديدات مجرد خدعة، فإنها تضع مصداقية واشنطن على المحك وتهدد باحتمال تصعيد الموقف من خلال إثارة كيم جونغ أون الذي يهدد باستهداف جزيرة غوام. ويعلقُ المقال على تهديد ترامب بتوجيه ضربة استباقية إلى نظام كوريا الشمالية ليصل إلى أن الأمر قد ينطبق نظريا أيضا على روسيا والصين النوويتين.
ويضيف أن “الأزمة الخارجية التي يؤججها ترامب في الخارج لا تنفصل عن المتاعب الداخلية التي تحاصر الإدارة الأميركية، فالتحقيقات التي كان يقوم بها روبرت مولر في تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية تقترب يوما عن يوم من الدائرة المقربة من ترامب”.
ويرى راشمان أن “الكونغرس يمر بأزمة وجمود ملحوظ بينما تواصل الإدارة عمليات الإقالة لكبار المسؤولين. والآن يشهد الشارع في الولايات المتحدة أحداث عنف، مع هجوم المتطرفين البيض والنازيين الجدد على المتظاهرين في فرجينيا، بينما لم يصدر ترامب في البداية سوى تصريحات مراوغة وهو يمارس لعبة الغولف”.
لكن أهم ما يصل إليه راشمان هو أن خطورة الموقف تكمن في أن تتجمع الأزمات الداخلية وتتفاقم، ما قد يشجع ترامب على استغلال أزمة دولية للهرب من مشاكله الداخلية.
يشير الكاتب إلى استقالة سبستيان غوركا مستشار ترامب للضغط على ترامب للتراجع عن تهديداته، حيث قال “خلال أزمة الصواريخ الكوبية في الستينيات وقفنا جميعا خلف الرئيس كينيدي، وهذا تكرار لأزمة كوبا نحتاج إلى الابتعاد عن التهديدات، وأن التهديد بالحرب قد يجعل الأميركيين يقفون خلف ترامب يجب أن تدق ناقوس الخطر”.
ويختتم المقال بفكرة “مثيرة للقلق”،كما يصفها: وهي أن ظهور ترامب يبدو بصورة متزايدة ليس سوى لأزمة أكبر في المجتمع الأميركي، وهي أزمة لن تنتهي حتى بعد خروج ترامب من البيت الأبيض.
ويضيف أن تراجع مستوى الدخل للأميركيين العاديين والتغيرات الديموغرافية التي تهدد تحول الأغلبية السكانية من البيض إلى أعراق أخرى ساعد على خلق ناخبين غاضبين اختاروا ترامب، وسيختارون من سيأتي خلفا له.