ساهمت الطائرة منذ اختراعها في اختصار المسافة وتوفير الوقت والجهد على الناس، حيث أصبح بإمكان الإنسان أن ينتقل بين بلد وآخر تفصل بينهما آلاف الكيلومترات في يوم واحد.
وتعد الطائرة من وسائل النقل الآمنة، حيث أشارت التقارير الواردة من الولايات المتحدة الأمريكية بأن احتمال وفاة الشخص في كارثة جوية هو 114 بالمليون، كما أكدت كندا بأنها تجري أكثر من 100 ألف رحلة جوية داخلية شهريا بسلام.
وأكد تقرير الاتحاد الجوي للنقل الدولي على أن العام 2015 شهد حادثا لطائرة تجارية واحدة لكل 4.5 مليون رحلة، وبأن عدد الوفيات بحوادث الطيران بلغ 510 أشخاص من بين أكثر من 3.5 مليار رحلة جوية.
وعلى الرغم من نسبة الأمان العالية التي تتمتع بها الرحلات الجوية إلا أن الحوادث الجوية تكون مميتة في الغالب، فمن النادر أن ينجو ركاب الطائرة من الحوادث التي تحدث.
وشهد العالم العديد من الكوارث الجوية التي تعددت أسبابها وأزهقت آلاف الأرواح، ومن خلال التقرير التالي سوف نتناول أسوأ الكوارث الجوية التي شهدها العالم.
لغز الطائرة الماليزية 2014
تعد هذه الكارثة إحدى أسوأ كوارث الطيران، حيث أقلعت طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية يوم 8 مارس 2014 من كوالالمبور الماليزية باتجاه العاصمة الصينية بكين، وبعد ساعتين من الإقلاع اختفت الطائرة عن أجهزة الرادار، ولم يعثر لها على أي أثر، وفقد في الحادثة كافة ركاب الطائرة البالغ عددهم 227 راكبا، بالإضافة إلى أفراد طاقم الطائرة البالغ عددهم 12 شخصا، وعلى الرغم من مشاركة العديد من الدول في البحث عن الطائرة إلا أن عمليات البحث توقفت بعد عامين دون أن يعثر على أي أثر للطائرة في لغز حير الجميع.
كارثة سوبرجا 1949
كارثة جوية مرعبة راح ضحيتها لاعبو فريق تورينو الإيطالي بالإضافة إلى الجهاز الفني وطاقم الطائرة والصحفيين المرافقين للبعثة الإيطالية.
ووقعت هذه الحادثة في 4 مايو 1949 ، حيث أدت العواصف الرعدية وانخفاض الرؤية وتعطل الراديو إلى وقوع هذه الكارثة، حيث حاول كابتن الطائرة التابعة للخطوط الجوية الإيطالية الانخفاض في الجو من أجل رؤية الطريق بشكل أفضل ولكنه اصطدم بحائط قريب من كنيسة باسيلكاسوبرجا الواقعة في تل سوبرجا القريب من تورينو.
وتسببت هذه الحادثة بوفاة 18 لاعبا من فريق تورينو، بالإضافة إلى 13 آخرين كانوا على متن الطائرة، ولم يبقَ من فريق تورينو سوى 3 لاعبين لم يسافروا مع الفريق في هذه الرحلة المميتة.
مأساة مطار تنريفه إسبانيا 1997
أدى الإبلاغ عن وجود قنبلة في مطار غران كاناريا الواقع في أحد جزر الكاريبي إلى تغيير وجهة رحلة الخطوط الجوية الهولندية KLM، ورحلة خطوط بان أميريكان الأمريكية، حيث طلب من الرحلتين التوجه إلى مطار تنريفه في إسبانيا في نفس اليوم من شهر آذار مارس 1997، وأدى الضباب الكثيف الذي لف المطار، وسوء الاتصالات إلى اصطدام الطائرتين على المدرج مما تسبب بمقتل جميع ركاب الطائرة الهولندية البالغ عددهم 248 شخصا، و296 شخصا من أصل 335 راكبا كانوا موجودين على الطائرة الأمريكية.
كارثة ميونخ 1958
تعد هذه الكارثة من أسوأ الكوارث الجوية في عالم كرة القدم، ووقع الحادث في 6 فبراير 1958، حيث كان فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي عائدا من بلغراد بعد أن انتصر على فريق النجم الأحمر الصربي وتأهل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا؟
واضطر الفريق إلى الهبوط بميونخ قبل إكمال الرحلة نحو مدينة مانشستر، وتسببت الثلوج والأمطار في تعذر إقلاع الطائرة في المرة الأولى والثانية، وعندها قرر الكابتن تأجيل الإقلاع لليوم التالي حتى تتحسن الأحوال الجوية، ولكن مدرب فريق مانشستر أصر على محاولة الإقلاع الثالثة لكي لا يحدث أي تأخير في اليوم التالي، وعندما بدأ الكابتن بالمحاولة الثالثة انزلقت الطائرة واصطدمت بالجدار الموجود في نهاية ممر الإقلاع، وتسبب الكارثة في مقتل 71 شخصا من أصل 87 شخصا كانوا على متن الطائرة، منهم 8 من نجوم الكرة الإنجليزية.
لغز طائرة إيرباص الفرنسية
شهد الأول من يونيو 2009 اختفاء طائرة من نوع إير باص تابعة لشركة إير فرانس فوق المحيط الأطلسي وذلك بعد تحليق الطائرة من مطار ريو دي جانيرو في البرازيل نحو العاصمة الفرنسية باريس، حيث اختفت الطائرة وعلى متنها 228 راكبا عن أجهزة الرادار، ولم يعثر على الصندوق الأسود لها إلا بعد عامين.
الرحلة رقم 140 الصينية
كارثة جوية حدثت للرحلة 140 في شهر أبريل من عام 1994، حيث تسبب الخطأ الذي قام به مساعد الطيار بالضغط على زر الإقلاع قبل الهبوط في مطار ناغويا في اليابان في تحطم الطائرة ووفاة 264 شخصا من أصل 271 شخصا كانوا على متن الطائرة.
مأساة الرحلة 163 السعودية
تعد هذه الحادثة من أكثر الحوادث قسوة في تاريخ الطيران السعودي، فبعد أن أقلعت الرحلة رقم 163 من مطار الرياض الدولي بلحظات قرر كابتن الطائرة الهبوط اضطراريا بعد أن اشتعلت النيران بالطائرة، وعلى الرغم من هبوطه إلا أن النيران أدت إلى وفاة جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 301 شخص، وبينت التحقيقات بأن سبب الحادثة وجود أفران تعمل بالغاز على متن الطائرة على الرغم من وجود قرار بمنعها.
مأساة فريق شابيكوينسي البرازيلي
شهد يوم 28 نوفمبر عام 2016 حادثة مأساوية راح ضحيتها 77 شخصا معظمهم من فريق شابيكوينسي البرازيلي الذي كان متجها إلى كولومبيا لخوض مباراة ذهاب نهائي كوبا سودا أمريكانا، حيث أقلعت الطائرة التابعة لخطوط طيران لاميا من مدينة سانتا كروز دي لا سيبيرا في بوليفيا باتجاه مطار كوردوفا الدولي في مدينة ميديلين الكولومبية، وسقطت بسبب نفاذ الوقود فوق جبل كيروجوردو الواقع في منطقة لا يونيون.
وأثبتت التحقيقات أن سبب الحادث كان تجاهل كابتن الطائرة نقطة التزود بالوقود رغم التحذيرات، بالإضافة لعدم إبلاغه الركاب بوجود حالة طوارئ، وعدم هبوطه في مدينة بوتوجا أو كوييخا من أجل التزود بالوقود.
حادثة الخطوط الجوية التايوانية
شهد يوم 25 مايو 2002 حادثة كبيرة إذ سقطت الطائرة بوينغ المتجهة من تايوان إلى هونج كونج قبالة السواحل التايوانية بعد مرور 20 دقيقة على إقلاعها، وتسبب الحادث بمقتل كل ركابها البالغ عددهم 206 راكبين، بالإضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 19 شخصا.
حادثة طائرة جرمان وينغر
تسبب انتحار مساعد كابتن إحدى الطائرات التابعة لشركة جرمان وينغر الألمانية في سقوط الطائرة في منطقة في جبال الألب في جنوب فرنسا، وتسبب الحادث بمقتل جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 142 شخصا، بالإضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 6 أشخاص من بينهم المساعد الذي كان مريضا نفسيا.