أزمة مياه خانِقة تُهدّد ليبيا.. و”البلاد” يُسلط الضوء على الملف
تطرقت حلقة “البلاد”، أمس الاثنين، إلى أزمة المياه في ليبيا، وأبعادها الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية.
تفاقم أزمة المياه
قال المهندس الكيميائي والباحث العلمي المهتم بقضايا المياه، بشير بريكة: ليبيا تُصنّف من بين 12 دولة عربية، و36 دولة أجنبية، باعتبارها الأولى في العالم التي تجاوزت خط الفقر المائي الحاد، بمعنى ليبيا تعتبر فقيرة مائيًا.
وتابع: بالنسبة لمشروع النهر الصناعي، الذي يُعتبر المزوّد الرئيس للمياه لمدينة طرابلس والمدن الكبرى؛ فللأسف الشديد، يعتبر مصدر مياه غير مستقر نتيجة لعدة عوامل، مشروع النهر الصناعي الذي كلف خزينة الدولة المليارات وعلى الرغم من مرور 28 عامًا على تشغيل أولى مراحله في العام 1993؛ لم يُقدّم حلاً جذري لأزمة المياه في البلاد، حتى الآن، والتي تفاقمت في السنوات الأخيرة، إضافة إلى أن صيانته مكلفة جدًا.
الاستثمار في التحلية
وعن سؤال برنامج “البلاد”: هل نستطيع القول إن مشروع النهر الصناعي غير ناجح ولن يستطيع يقدم الكثير في المستقبل بالنسبة لأزمة المياه؟ أجاب بشير بريكة: من وجهة نظري الشخصية والتي قد لا يتفق معي فيها الكثير، هذا المشروع عمره 30 عامًا، ومع ذلك فإن مشكلة المياه مازالت قائمة، فعلى سبيل المثال؛ مدينة طرابلس الكبرى، الكثير من مناطقها وضواحيها لا تصل إليها مياه النهر الصناعي. والمناطق التي تصل إليها المياه تعرضت لانقطاعات طويلة جدًا، وحتى المياه التي تصل إلى تلك المناطق غير صالحة للشرب في كثير من الأحيان، لأنها تفتقد إلى معايير الجودة العالمية للمياه.
وأكد ضيفنا: مياه الشرب في ليبيا كلها لا تنطبق عليها المعايير العالمية لجودة ونقاء المياه، لعدة أسباب؛ منها عدم وجود معالجة دورية كل ثلاثة أشهر، ومراقبة الجودة والمياه بصفة عامة حتى وإن طابقت المعايير العالمية؛ فذلك لا يعني ضمانها لسنوات، لذلك أنصح المسؤولين بالاستثمار في مجال التحلية.
وأوضح المهندس بشير بريكة، أن أحد أسباب تفاقم أزمة المياه في ليبيا كثيرة نذكر منها: سوء إدارة الموارد المائية، كما أن حوالي 80٪ من المياه تذهب للقطاع الزراعي، والاستنزاف الجائر للمياه الجوفية.