أزمة ليبيا المُركّبة
محمد المفتي
قال لي الصديقُ المهندس سالم الصبيحي معلّقا على أسماء المرشّحين المتداولة لتولّي المناصب السيادية: أليسَ من المفروض أنَّ تختارَ القبيلةُ أو المدينةُ وتقدّمَ خِيرة رجالها. فما الذي يمنع ذلك؟ هل الاختيارات قائمة على المصالح المباشرة، وليس على المصلحة الوطنية؟
ويتساءل الصديق المهندس نور الدين الثلثي:
المجموعة الدوليّة، رغم اختلافات أطرافها، هي المجموعة الفاعلة في رسم مسار القضية الليبية. بينما الأطراف الليبية تابعة لما يُخطَّط للبلاد من صخيرات ليون، إلى حكومة الوفاق صاحبة الشرعية الدولية، إلى خارطة سلامة. لا اعتراضات جدّية من الليبيين، ولا وجود، للأسف، لمنصّة نقاشٍ “وطني” جادّ. وهي غير الحوارات التي تجري بين خصوم ومتنازعين على المال والسلطة.
ربّما من الأجدى إعادة صياغة السؤال.
ما الذي يمنع تأسيسَ منصة وطنية؟
أولا غياب الإمكانات المادية، فمن يستطيع تغطية مصاريف لقاء مئة شخص مستقلين لبضعة أيام داخل ليبيا؟.
وهناك الجانب الأمني. وهناك ظاهرة الإقصاء الشخصي والجهوي والإيدولوجي إلخ. فحتى الطامحين للسلطة الذين أفصحوا عن نيّتهم للترشح لرئاسة البلاد لم يستطيعوا ذلك بعد، فهؤلاءِ لا يسعون لخلق تيار، بل يبحثون عن مؤيدين، عن عدد يضيء وجوههم أمام الطرف الأجنبي .. “كومبارس وعواله”. بالمقابل استطاع المبعوث الأممي الدكتور سلامة أن يجمع ما قد يتجاوز الألف عدديا، لكنّها أيضا مجموعة منتقاة بأسلوب ناظر مدرسي
الأزمة كما نرى مركّبة
المصدر: صفحة الكاتب على موقع فيسبوك