“أردوغان” يُكثّف نشاطه في بروكسل لتحسين علاقاته الخارجية
تقرير 218
سلسلة لقاءات على هامش قمة “الناتو”؛ شهدتها أروقة مقر حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية بروكسل، كان اللافت فيها النشاط الدبلوماسي التركي للرئيس رجب أردوغان، إذ اجتمع مع أبرز زعماء الحلف، لبحث مختلف القضايا العالقة، والتي تسببت في توترات متراكمة في علاقات بلاده معها، بدأها باجتماع مغلق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحثا خلاله الحاجة إلى العمل معًا؛ للتصدي للمشكلات في سوريا وليبيا، في ظلّ خلافات البلديْن بشأن تدخل تركيا في ليبيا والدعم الفرنسي للمقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا.
“ماكرون”؛ أكد، خلال مؤتمر صحفي في نهاية قمة “الناتو”، أنه تلقى تأكيدات من نظيره التركي بأنه يريد رحيل المرتزقة عن الأراضي الليبية في أقرب وقتٍ ممكنٍ، مضيفًا أنهما اتفقا على العمل معًا على تحقيق ذلك، كما التقى أردوغان، الذي رافقه وفد رفيع المستوى إلى القمة، مع كلٍّ من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في مقر الحلف.
اللقاء الأبرز للرئيس “أردوغان”؛ كان مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبحثا، خلاله، المشكلات التي طغت على علاقات بلديْهما، وفي مقدمتها مسألة شراء أنقرة منظومة الدفاع الروسية إس-400 وكذلك برنامج طائرات إف-35.
وقال “أردوغان”، عقب اللقاء، إن الاجتماع كان إيجابيا للمستقبل، وبنّاءً وصادقًا، مضيفًا أنه لا توجد مشاكل بين البلديْن لا يمكن حلّها، وأن الرئيس الأمريكي أبلغه بأنه قد يقوم بزيارة لتركيا، منوّهًا في الوقت ذاته بأن “المحادثات المكثفة” مع “بايدن” شملت أيضًا التعاون في القضايا الإقليمية.
مسؤول في الحكومة اليونانية؛ قال إن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس توصّل مع الرئيس التركي أردوغان، إلى تفاهم حول عدم تكرار مواجهة العام الماضي بين البلدين، والتي أوصلتهما إلى حافة الدخول في صراع مسلح، واصفًا “الأجواء بين الزعيميْن بالجيدة”.
وأضاف المسؤول أن بلاده ترغب في تحسين العلاقات تدريجيًا مع أنقرة، لكن الخلافات الرئيسة ما تزال قائمةً بين الجانبيْن، وفي مقدمتها؛ ترسيم الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط.