أردوغان يسأل: مَن ينزلني عن “الشجرة الليبية”؟
218TV|خاص
منذ وصوله إلى العاصمة التونسية بعد ظهر اليوم الأربعاء، بدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدا كمن يبحث عن أي سلّم يُمَدّ إليه للنزول عن الشجرة الليبية التي صعد إليها طويلا على مدى الأسابيع الماضية، فسرعان ما اكتشف أردوغان، وفق ما تقوله أوساط شرق أوسطية مطلعة على المشهد الليبي، أنه ليس بوسعه تنفيذ “قفزة كبيرة” في الداخل الليبي، وأن وعوده “لأتباعه في ليبيا” دونها عراقيل كبيرة جدا، و”عين حمراء دولية” وصلته أولا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفق الأوساط ذاتها، فإن مستشاري أردوغان قد نصحوه بالسفر سريعا إلى القيادة التونسية الجديدة التي لا تزال غير مشتبكة مع الملف الليبي، للاتفاق على “شكل سياسي” يتيح لأردوغان النزول عن شجرة تهديداته السابقة بإرسال قوات إلى ليبيا للقتال إلى جانب مجموعات مسلحة تضع دول عديدة حول العالم قادتها على قوائم ترقب وملاحقة وعقوبات، وهو ما قد يكون دفع أردوغان إلى “إعادة التموضع سياسيا” في الأزمة الليبية، خصوصا أن أردوغان عجز عن تأمين “تواطؤ دولي” لصالح أي تحرك عسكري له باتجاه ليبيا.
في معلومات الأوساط ذاتها، فإن التونسيين قد أبلغوا أردوغان أن تونس يمكن أن تمضي في “حل سياسي إقليمي” للأزمة الليبية، لكنها لا يمكن أن تكون جزءاً من أي مخططات ل”مغالبة عسكرية في ليبيا”، فيما تروي أوساط تونسية أن أردوغان عدا عن إخفاقه في تأمين “سلّم سياسي” ينزله عن الشجرة الليبية، فإنه اكتشف أن تونس ليست المحطة السياسية التي وضع رهانه عليها ل”استدارة سياسية” لتركيا بخصوص ليبيا، وهو ما قد يكشف في غضون الساعات أو الأيام المقبلة أن أردوغان أخفق في “إعداد لبلاب سياسي” يحفظ له ماء وجهه.