أحمد فكرون بين الأمس واليوم
خالد محمود
في مقابلة له عام 2013 مع راديو هولندا قال لمحاورته ” لو تنصتين إلى أعمالي الغنائية ستجدين تنوعا واختلافا ولن تلحظي تشابها لحنيا بينها ”
بهذا الاقتباس قدم فكرون نفسه لجمهوره العريض بأنه الموسيقي المجدد والمتجدد، تومي فانس أحد أشهر المذيعين في بريطانيا كان أحد أسباب نجاح أحمد فكرون بعد أن ساعده في تسجيل أولى أغنياته ببريطانيا في الثمانينيات.
يقول صديق فكرون المخرج محمد مخلوف في تدوينه له: “حضرت مع فكرون تسجيل أغنية شوارع المدينة في أحد استوديوهات لندن، فهتف فني الصوت ذو الأصول الإنجليزية مندهشا: اللعنة .. من هذا العبقري؟
إجابه مخلوف: إنه موسيقي مستقل من بنغازينو.
أغاني أحمد فكرون مختلفة عن التقليدي والنمطي السائد على الساحة الفنية، فهو يجيب عن ذلك بقوله لإحدى المجلات الفنية: أخاطب من خلال أغنياتي الإنسان ولا أكرسها لمغازلة المحبوبة فقط كما هو الشائع في أغاني الشباب.
أغنيته “يا بلادي حبك موالي” قصد بها مغازلة الوطن بكل مكوناته مبتعدا عن تمجيد الأشخاص، تعلق في شبابه بالسفر والترحال وتجول في عواصم الدول الكبرى وبعد غياب سنوات طويلة يعود أحمد فكرون مع نهاية عام 2016 إلى أوروبا ليقيم ببلجيكا ومنها ينطلق في إحياء حفلاته المميزة في مسارح البرتغال والسويد وهولندا وغيرها.
انتشرت بعض مقاطع من حفلاته على اليوتوب نقلها شباب ليبي حضر بمحض الصدفة، فالملاحظ أن أحمد فكرون لا يهتم كثيرا بفكرة التسويق والدعاية وتصوير الأغاني ويقول عنه محبوه إنه فنان لا يبحث عن المال والشهرة بل عن إشباع رغباته الفنية والموسيقية.
في المرات القليلة التي تحدثت فيها معه مؤخرا وجهت إليه سؤالا متى نشاهد حفلاتك في أوروبا كاملة وبجودة عالية، فأجاب: عندما تتوفر الفيديوهات.
الشيء المثير هنا أن الجمهور السويدي في آخر حفلات فكرون في ستوكهولم خلال هذا العام 2019 كان منتشيا وجذلا يتراقص مع موسيقى فكرون وعلى النقيض بعض الجمهور الليبي على الفيسبوك مستفسرا عمّن يكون ولمن ينتمي سياسيا؟
أحمد فكرون ينتمي للوطن الليبي بكله يسكن في وجدان الناس الذين عشقوا ألحانه وعاشت في مخيلتهم لسنين طويلة تذكرهم بأجمل أيام عمرهم في حلهم وترحالهم.
تعرضت أعمال أحمد فكرون للسطو من بعض الفنانين المعروفين على الساحة الفنية العربية بحجة التجديد والتطوير، لكن جمهوره العريض رفض هذا التجديد الذي قاده حميد الشاعري بإعادة توزيع أغنيات (يا بلادي حبك موالي – نظرات النسيان – الشمس).
وكأن جمهور فكرون يريد القول إن الأسطورة لا يمكن تكرارها أو محاولة تقليدها. بينما يرى آخرون أن إعادة توزيع الأعمال الفنية القديمة أمر مجاز بشرط ذكر حقوق النشر.
وقد أبدى لي فكرون انزعاجه في اتصال سابق معه من إعادة توزيع أعماله من الآخرين لأنه يعتبر ذلك اعتداء على أعماله، بينما يرى الشاعر فرج المذبل أحد أهم الشعراء في مسيرة فكرون الفنية أن هناك عروضا قدمت لفكرون من بعض الفنانين الكبار والمشاهير أمثال عمرو ذياب لإعادة إنتاج وتوزيع أغانيه مقابل مادي مجزٍ لكن فكرون رفض، المذبل روى لي شخصيا هذه القصة عندما جمعتني به الصدفة في منتدى الإذاعة ببنغازي.
لفتني في كل ما تقدم أن جمهور أحمد فكرون يحتفظ بأغلب أعماله القديمة والحديثة، ويحرص على تسجيلها حينما تواتيه اللحظة في الحفلات الحية أو عبر القنوات التلفزيونية بينما الإذاعة الليبية تهمل أغانيه، وحدثني فكرون ذات مرة أنه قدم للإذاعة الليبية أغنية عيونك المصورة فيديو كليب في مالطا وعندما أراد استرجاعها قالوا له لقد فقدت.