أبجديات المشهد الليبي
محمد المُفتي
في إقليم أو ولاية طرابلس أو الغرب الليبي لا توجد مؤسسة عسكرية بل أفراد عسكريون مبعثرون بين المليشيات ويخضعون لرؤى تنطلق من مصالح جهوية أو قبلية أو أجندات خارجية. وباستثناء الشرفاء فإن الهدف المشترك هو الحصول على حصة مالية أو مناصبية من الغنيمة التي يحرسها الرئاسي تحت رعاية أممية
بينما الشك هو العنصر الأساسي الذي يحكم مواقف الكتل السياسية المليشياوية من بعضها بعضا. وانعدام الثقة يعيق أي تفاهم أو وفاق ويفرغ الوعود والعهود من أي مصداقية
ليبيا في الأساس دولة سلسة هناك نفط تستخرجه تقنية غربية ويشتريه العالم وفق قوانين وقيود. ثم يوزّع الريع على 6 مليون إنسان. لكن المتصدّرين يوهموننا بتعقيد الأمور … ونسمع عن نهبهم المال العام عبر الإشاعات أو تقارير الأمم المتحدة
ما الحل إذاً؟
لا تُجدي مناشدة الضمائر
ولا بد من جمع السلاح ولو بالقوة
لكن كيف؟
بمساعدة دولية؟
لكن العالم مشغول عنا بما هو أهم وأخطر مثل أزمة ايران أو كوريا أو سوريا
وليس هناك حل ليبي سوى توحيد الجيش أولا، وهي معادلة شائكة
إذاً وفي لجة اليأس يبدو أن قدرنا أن
نكتوي بنار الحرب الأهلية التي وحدها يمكن أن تنضب جنون السلاح وتوصل حامليه إلى جدار الوهن والقنوط
لكن الثمن سيكون دمارا باهظا ومتواصلا
وما كنت أود أن أفصح عن مثل هذه الأفكار غير أن التشبث بأمل زائف ضرب من الخداع
وإنه لأمر محزن
المصدر: صفحة الكاتب على موقع فيسبوك