آمال الليبيين على “فيسبوك”.. قل “رأيك” لكن “لا تشتمني”
218TV.net خاص
بات “الفضاء الأزرق” هو “المُتنفس الوحيد” لليبيين في سنوات “الزمن الرديء”، وأصبح موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” يُنْظر إليه بوصفه “تعويضا مجانيا” لليبيين عن “سنوات الحرمان” التي قلّصت طموحات الليبيين نحو القبول بحياة “الحد الأدنى”، حيث أصبحت سائر أنواع “الهدرزة” و “الشكاوى” من سوء الأحوال التي وصلت إليها ليبيا عبر “العالم الافتراضي” الذي أصبح فيسبوك في طليعته، فقد بات “الوطن الحقيقي” الذي يجمع “شَمْل وكَسْر” الليبيين في المنافي البعيدة.
مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا فيسبوك حيث تشير تقديرات رسمية إلى أن نحو مليوني ونصف المليون حساب ليبي فيه، باتت تشهد موجات كبيرة من “الكراهية والشتائم”، وتتجه لأن تكون “طاردة” للعديد من المثقفين وأصحاب الثقافة العالية الذين لم يعد يرضيهم انتشار ثقافة “الشتم والسب” تجاه أصحاب الرأي، في “تغييب قسري ل”الرأي الآخر” في ليبيا.
وتقول أوساط ليبية مُواكِبة لما ينتشر على ال“Social media” الليبي إن الكثير من “الفيسبوكيين الليبيين يتفهمون أن يغضب المُعلق على إدراج ما ويتحدث بلغة قاسية، لكنهم لا يفهمون أبدا ما هو سر شتم “أب وأم وعائلة” الكاتب أو الإعلامي، أو حتى السياسي، فغالبا هناك شتائم أكثر من النقد الموضوعي للعديد من الأحداث الليبية اليومية، إذ أن ثقافة الشتم باتت تتسيد كل منشورات الفيسبوك بخصوص ليبيا.
ولا يستطيع أي أحد في الداخل الليبي حصر أسباب انتشار هذه الثقافة في ليبيا، والتي توسعت إلى حدود غير مسبوقة مع طفرة مواقع التواصل الاجتماعي، لكن أوساطا ليبية مُتابِعة تشير إلى أن نظام العقيد معمر القذافي الذي جثم على صدور الليبيين لنحو أربعة عقود قد أسّس لهذه الثقافة، بل شجع عليها من خلال “ممارسة عملية” في الخطابات واللقاءات السياسية.
وتطالب أوساط ليبية مهتمة بأن يظل ال“Social media” الليبي “مُتنفسا آمنا” بتشريعات قانونية تتعلق ب”النشر الإلكتروني”، وتطبيق قانون العقوبات ضد “السب والشتم والقذف” على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر فتح باب تحريك الشكاوى الأمنية ضد هذا النوع من التجاوزات، لكن الأوساط ذاتها تلفت إلى أن هذه المطالب قد لا تجد طريقها إلى التنفيذ كون عشرات آلاف الحسابات هي “أسماء مستعارة” يحتاج التدقيق فيها، وملاحقتها وقتا طويلا.