آل الحرير.. ملحمة الوقوف بوجه الإرهاب
تواجه الإرهاب دول، أو تحالفات عسكرية ضخمة، لكن أن تواجه أسرة “تنظيم داعش” وحدها فتلك ملحمة لا تحدث إلا في “درنة”.
ملحمة “آل الحرير” التي وصلت أخبارها للقاصي والداني، كانت قصة تاريخية سطرها أصحابها في 20 أبريل من عام 2015، وجفت بعدها الأقلام عن تسطير الشجاعة.
رفض آل الحرير تسليم أخيهم للإرهابيين، فكان الرد بالقدوم لمنزلهم، لكن الخوف لم يزر ذلك المنزل قط، فكانت المواجهة مع الإرهاب، وكانت الملحمة التي ظلت في تاريخ مدينة الياسمين.
استمرت المواجهات لساعات طويلة، من العصر إلى فجر اليوم التالي، 4 إخوة وأختين، استعملوا كل ما لديهم من قوة لرفض تنفيذ تعليمات الإرهابيين الأجانب العابثين في أرض مدينتهم، والمستبيحين لكل ما سولت لهم أنفسهم.
كان الصمت حليف كل من حمل السلاح في المدينة من تنظيمات متطرفة أخرى، لم تقم حتى بالوساطة من أجل أن تنقذ أسرة لا ذنب لها إلا أن قالت للتنظيم “لا”.
كانت الخيانة التي قضت على شجاعة “آل الحرير” فمن بيوت مجاورة تمكن التنظيم من الدخول إلى المنزل الذي صمد سكانه لساعات، موقعين أفراد التنظيم بين قتيل وجريح، ليلقى أبناء الحرير جميعاً حتفهم أمام ترسانة أسلحة الإرهاب.
ظلت صورة التمثيل بأبناء الحرير الذين قضوا في المعركة ماثلة في أذهان الكثيرين، تمثل بشاعة ما يقترفه الإرهابيون من جرائم، وظلت في الذاكرة شجاعتهم التي لا تنسى، ولا تتكرر على مدى العصور.