(UNDP): الأمن مُعقّد.. والمصالحة هشّة
218TV| خاص
“مشاعر مختلطة” تلك التي يرسمها مسؤول أممي في مقال نُشِر مؤخرا، منذ أن حطّت طائرة أممية تقله في مطار معيتيقة صوب أحياء وشوارع العاصمة طرابلس، إذ يستذكر سلطان هيجيف مدير مكتب برنامج الإنماء التابع للأمم المتحدة في طرابلس لافتة كان قد قرأها في طرابلس مكتوب عليها “أخيرا.. نحن أحرار”، وهي لافتة ظلت صامدة منذ أن زار طرابلس عام 2011 بعد فترة قصيرة من سقوط نظام العقيد معمر القذافي، إذ يحتفي هيجيف بالعودة إلى طرابلس بالقول إن برنامج (UNDP) الأممي لم يبتعد عن الشأن الليبي، إنما كان يتابع عملا يوميا من المكتب الأممي في تونس.
يقول هيجيف في مقال نُشِر له على موقع برنامج (UNDP) الأممي، إن الأصل في إدارة ومتابعة البرامج الإنمائية ينبغي أن يكون ميدانياً، وهو الدافع نحو العودة للعمل على الأرض الليبية، خصوصا بعد أن أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قرارا برفع “حالة الإخلاء”عن ليبيا في إشارة ضمنية إلى قرار سابق بإجلاء موظفي الأمم المتحدة العاملين في ليبيا بسبب التدهور الأمني، وبدء صراع سياسي قوي عام 2014.
يُلمّح هيجيف إلى أن العمل من الداخلي الليبي من المحتمل أن تكون كلفته عالية، ملمحا أيضا إلى أن الحالة الأمنية في طرابلس لا تزال معقدة بشكل كبير، مستذكرا ما حصل لمقر مفوضية الانتخابات في العاصمة من تفجير دموي وقع مطلع الشهر الحالي، معتبرا أن التحدي الأمني، إلى جانب المصالحات السياسية الهشة من الممكن أن تعيق عمل (UNDP) في ليبيا، لكن الأمم المتحدة تعتبر نفسها شريك حقيقي لليبيين في تطلعهم نحو دولة ديمقراطية عصرية تقوم على أساس سيادة القانون.
هيجيف في مقاله يُشدّد على أن هدف الإنماء في أي بلد، وليبيا على وجه الخصوص، ينبغي أن يكون مسنودا ب”إرادة وإصرار” الليبيين على المضي قدما في مشروع التحرر من “القمع والفوضى والإرهاب”، معتبرا أن برنامج (UNDP) سيعتمد في خطة عمله من داخل ليبيا على منظمات المجتمع المدني، والسلطات الرسمية، إذ يعود إلى اللافتة التي كتبها الليبيون بعد إسقاط القذافي “أخيرا.. نحن أحرار”، معتبرا أنها الأساس في تصميم الليبيين على إرسال رسالة إلى العالم بأن تحركهم ضد القمع والإرهاب لم يكن “هدفاً عبثياً”.