(CIA) في قبضة “أيدٍ ناعمة”
218TV | خاص
اهتز كثيرا جهاز المخابرات المركزية الأميركية ال(CIA) في السنوات الخمس الماضية، إذ لوحظ كثرة تسمية رؤساء لهذا الجهاز الذي يدير “الأسرار الأمنية” عالمياً، وله نفوذ كبير في القارات الخمس.
خلال عام واحد جلس في قيادة ال(CIA) ثلاثة مدراء، فيما التعيين الأخير الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدا مفاجئا وصادما، إذ أن جينا هاسبل الضابطة المحترفة ستحل محل مديرها السابق مايك بومبيو في قيادة ال(CIA)، علما أن قرار تعيين هاسبل نائبة لبومبيو قبل نحو عام حظي هو الآخر ب”ضجة واسعة” في الداخل الأميركي، إذ لم يسبق لامرأة أميركية أن جلست في قمرة قيادة أرفع جهاز أمني عالمي.
الـ(CIA) أصبح في قبضة “الأيدي الناعمة” لهاسبل كأول امرأة تتولى هذا المنصب، هذا أصبح خبراً قديما، لكن الجديد أن ترامب يُحضّر ل”خلطة أمنية واستخبارية” للسنوات القليلة المتبقية من عُمْر ولايته الرئاسية، فالمدير السابق ل(CIA) أصبح وزيرا للخارجية وهو ما يعني أن الأداء الدبلوماسي للولايات المتحدة الأميركية في المرحلة المقبلة سيحظى ب”نكهة أمنية واستخبارية”، فيما سيضمن ترامب انسجاما بين قيادة ال(CIA) في ضاحية لانغلي في ولاية فيرجينيا، وبين مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، فبومبيو وهاسبل عملا بانسجام داخل الـ(CIA)، وهو ما يعني أن القرار الدبلوماسي والقرار الأمني سيحظيان ب”خط وتوجه واحد”.
جينا هاسبل دخلت جهاز المخابرات المركزية الأميركية للمرة الأولى عام 1985، إذ أن من وقع قرار تعيينها كأول امرأة تدخل الـ(CIA) الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب الذي كان وقتها مديرا ل(CIA)، قبل أن تترقى على مدار ثلاثة عقود لتصبح في فبراير من العام الماضي نائبة لمدير الجهاز، فيما لم يكن متوقعا أن تصبح رئيسة له بعد نحو عام.
ويُعتقد أن هاسبل ترأست السجن السري ل(CIA) في تايلند، وهو السجن الذي نُقِلت إليه شخصيات رفيعة من تنظيم القاعدة للتحقيق معها، وقيل إن هذا السجن شهد عمليات تعذيب عُرِفت باسم “الإيهام بالغرق”، الذي أضر بسمعة الولايات المتحدة الأميركية، كما أشرفت هاسبل التي حملت الاسم الحركي السري “عين القطة”، على إدارة مكافحة الإرهاب في الـ(CIA) كأول امرأة ضابطة تشغل هذا المنصب أيضا.