8 مفاتيح لاجتياز المصاعب بمرونة نفسية أكبر
المرونة النفسية هي فن من فنون الحياة وتختصر بقدرة الفرد على تخطي الصعاب للوقوف مجدداً بعد العاصفة فيعود الى حياته الطبيعية قوّيا غير منكسر.
فالإنسان المرن ينظر إلى الأزمات التي تواجهه بتفاؤل ويعتبر بأنها فرصة لتمكين النفس من التطوّر والتكيّف مع المشكلات وتزوده بالقدرة على التحمّل.
ويعتبر الاختصاصي في علم النفس الإيجابي ميلاد حدشيتي أن عوامل جينية وأخرى لها علاقة بتربية الإنسان يمكنها تحديد ما إذا كان الشخص مرنا أم لا.
و أكدّ أن هنالك عوامل عدّة تمكّن الإنسان من زيادة مرونته والتسلح بالإيجابية لتحدّي الأزمات واختصرها بثمانية مفاتيح:
1-التفاؤل
يعتقد بعض الناس بأن التفاؤل في ظلّ الأزمات أمر سطحي وبعيد عن الواقعية لكن في الحقيقة يكمن التفاؤل في تفسير المشكلة بطريقة بناءة ومفيدة.
فالإنسان المتفائل ينظر إلى النصف الفارغ من الكوب ويحاول أن يعطيه معنى وهنا يكمن الفرق بين نظرته للأمور وبين نظرة المتشائم الذي يعتبر أن أي مشكلة تعترضه هي دائمة أما الشخص المتفائل فيتعامل معها على أنها ظرفية مهما كانت صعبة.
2-الانتباه
في ظل ّ الأزمات على الإنسان أن يوجه انتباهه إلى الحلّ لكن نحن نميل بشكل عفوي وبديهي للاتجاه إلى المشكلة وننسى التركيز على الحلّ .في زمن كورونا مثلاً نتابع الأخبار على التلفاز وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ليلاً نهاراً ويتمحور اهتمامنا حول مشكلة وارتدادات هذا الفيروس وننسى أننا في أمان ولا خطر علينا وعلى أفراد عائلتنا، كوننا نلتزم بالحجر المنزلي. إذاً من الأفضل ألا نغرق بالأفكار السوداء وأن نوجه انتباهنا إلى أمور أخرى فنشغل أنفسنا بأفكار إيجابية.
3-الأفكار البنّاءة والأفكار السلبية
يعتقد البعض أن التفكير الزائد بأي مشكلة تعترضهم يوصلهم إلى حلّها وهذا تفكير خاطئ.
ومن المعروف أن الإنسان المرن يركّز على الأفكار البنّاءة وليس على الأفكار الهدامة وبهذه الطريقة يجنب نفسه أن يكون عرضة لإعصار من الأفكار السلبية التي قد تسبب له ضغطاً نفسياً كبيراً.
4-السلوكيات
الاعتماد على سلوكيات بناءة تساعد الإنسان على حلّ أي أزمة تواجهه.السلوكيات والاستراتيجيات تنقسم الى أربعة:
استراتيجيات بنّاءة (كالقراءة مثلا)،هدّامة (كالغضب والصراخ)، استرتيجيات غير نشطة وسلبية (كالانطواء والانزواء) وأخرى نشطة وإيجابية تحثنا على القيام بأي حركة (كممارسة الرياضة) وهي طريقة جيّدة تساعدنا على تخطي المصاعب.
5-الحوافز
تساعدنا الحوافز على مواجهة أي مشكلة تعترضنا بطاقة أكبر، فالإنسان المرن يضع أمامه حوافز وأمور هادفة يسعى لتحقيقها كي لا يستسلم ويقع ضحية اليأس.
6-المشاعر المزعجة والمشاعر الإيجابية
القلق والخوف والشعور بالذنب مشاعر مزعجة تسبب لنا أمراض كثيرة أهمها الضغط النفسي ويجب استبدالها بمشاعر إيجابية كالشعور بالامتنان والشعور بالافتخار والفرح والصفاء، هذه المشاعر الصغيرة علينا أن نبحث عنها بأنفسنا حتى لو لم تدم لوقت طويل غير أنها تمدنا بالطاقة والراحة والصحة النفسية.
7-الموارد
يواجه المرء العديد من المشاكل خلال مشوار حياته ويبذل جهداً كبيراً لحلها لكنه ينسى أن يكافئ نفسه على تخطّيها. من المهم جداً أن نضع خطة ونتذكر كيف استطعنا اجتياز المراحل الصعبة؟ كما علينا أن نسلط الضوء على الأساليب التي اعتمدناها لمواجهة مشاكلنا السابقة وهكذا تتحول إلى موارد وطرق فعّالة تساعدنا على حلّ المشاكل الجديدة التي نواجهها.
8-النمو
كل مشكلة تعترضنا تعطينا فرصة لكي ننمو ونكبر لكن في حال لم نركز على النمو قد تمر المشكلة ولا نستفيد من تجاربها.اذاً علينا أن نتنبه للجزء النامي الذي اكتسبناه بعد أي مشكلة سابقة وأن نتعلم من كل محنة كي نستعيد عافيتنا النفسية.
وفي الختام اعتبر ميلاد حدشيتي أن جودة الحياة تكمن في خمسة أنواع من الصحة:
-الصحة الجسدية (تناول الأكل الصحي وممارسة الرياضة)
-الصحة النفسية (الاهتمام بمشاعرنا)
-صحة الأفكار (الانتباه الى نوعية الأفكار التي تراودنا)
-الصحة الاجتماعية (تمتين علاقتنا بالأهل والأصدقاء فهم يشكلون السند الأساسي لنا)
-الصحة الروحانية (ممارسة الروحانيات وتعتبر مصدر للسلام والطمأنينة)