75 يوماً مرت على “باليرمو”.. إلى الخلف دُرّ
218TV|خاص
نقلت الطبقة السياسية الحاكمة في ليبيا المؤتمر الدولي الأخير بشأن ليبيا، والذي عُقِد في مدينة باليرمو الإيطالية يومي الثاني عشر والثالث عشر من شهر نوفمبر من العام الماضي إلى “خانة الذكريات”، ووضعوا “توصيات باليرمو” خلف ظهورهم، تماما كما “طووا مخرجات الإليزيه، وهو المؤتمر الذي “انتحر سياسياً” يوم السادس عشر من شهر سبتمبر الماضي حين عجزت الطبقة السياسة ذاتها عن توليد القوانين اللازمة لإجراء الانتخابات بعد أربعة أشهر من مؤتمر باريس الذي رعاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
مع نهاية شهر يناير من العام الجديد يكون قد مرّ على مؤتمر باليرمو نحو 75 يوماً، من دون أن يلمس الليبيون أي خطوة ولو صغيرة يمكنها أن تُقرّبهم من مستوى الدولة التي حلموا بها حينما خرجوا يوم السابع عشر من فبراير قبل ثماني سنوات بحثا عن “حياة أفضل” لا تختصرها “خيمة العقيد” في باب العزيزية، وبحثا عن “أمن وأمان” لا يزال مفقودا في العاصمة السياسية التي يسكنها نحو اثنين مليون مواطن اعتادوا “مرّه.. مرّه” أن يكونوا رهائن تحت قذائف عشوائية في “استعراض للقوة” على “هيبة الدولة المفقودة”، والمستباحة من جماعات عسكرية تريد “فرض أمر واقع”.
يُغْمِض الليبيون أعينهم عن “خيبتي الإليزيه وباليرمو”، وقد يغمضونها مجددا على “خيبة الملتقى الوطني الجامع” الذي يحاول ساسة كثر على استحياء “الانقلاب عليه”، وهو “آخر الحلول” التي تبقت بجعبة المبعوث الأممي غسان سلامة، الذي وصف نفسه “تلميحاً” بأنه “الإطفائي المرهق”، وسط مخاوف جدية من أن “تتآمر وتتواطأ” الطبقة السياسية التي وصفها سلامة بأن جزءا كبيرا منها يحاول “إبقاء الوضع القائم”، قد تجعل من “الجنتلمان” يائساً، وهي حالة “احترفتها” مع الليبيين.