7 أبريل.. مشانق الرأي المخالف
أطلع يا خفاش الليل، جاك السابع من أبريل، هتافات ظلت تحفظها أجيال في ليبيا، ترسخ إرهاب الآخر، وإخراس الرأي المخالف، وتذكيره كل حين بمشانق نصبت لمن قالوا “لا”.
في السابع من أبريل عام 1976 بدأ مسلسل الرعب في الجامعات الليبية، وشاهد الطلاب بأعينهم زملاءهم معلقين على المشانق، وكانت كل التهم المتوفرة الوقوف ضد الثورة.
تداول من حضر هذه الحادثة المروعة عدداً من الشهادات حول ما حدث، وكيف كان المشاركون في حفل التعذيب مخلصين “لإجرامهم” ليصبحوا فيما بعد قادة لجماهيرية القذافي، ويصبح ما فعلوه بطولة لا جريمة.
يتحول استحضار الجريمة بدون بحث أسبابها وحلولها إلى بكائية مستمرة، لكن الاستحضار هنا ليس للبكاء على من رحل ظلماً، بل توضيحاً لما كان بداية للهجوم على كل الحركات السلمية والثقافية في ليبيا، فترويع شريحة الشباب والطلاب كان القصد منها القضاء على كل بذور أي حركة عقلانية قد تشهدها ليبيا في عام من الأعوام.
تفرقت السبل بالمسؤولين عن جريمة 7 أبريل، البعض واصلوا مشوار النظام إلى نهايته، وآخرون انشقوا عنه في فترة من الفترات، دون الاعتذار أو المحاكمة أمام قانون ينصف التاريخ قبل الأشخاص.
تمر ذكرى السابع من أبريل للمرة الثانية والأربعين على ليبيا، من دون أن يتم محاكمتها محاكمة عادلة، ولا الإشارة إلى نتائجها التي دمرت الحركة الطلابية، وظل القذافي يحتفل بها لسنوات في الجامعات، تمر الذكرى ومعها الرغبة في الصفح لا النسيان.