6 ملاحظات مهمة بعد مواجهة الفرسان والفراعنة
حقق منتخب مصر، فوزا على المنتخب الوطني الليبي، بهدفين دون رد في المباراة الودية التي جمعت الطرفين على استاد أسوان، ضمن استعدادات المنتخبيْن للتصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2017.
أحرز هدفي مصر، علي جبر في الدقيقة 31 من الشوط الأول، وباسم مرسي في الدقيقة 74 من عمر اللقاء، وشهدت الدقيقة 78 أهدار مؤمن زكريا لركلة جزاء.
وتوقفت المباراة حوالي نصف ساعة بعدما أُلقيت قنبلة غاز مسيلة للدموع لداخل الملعب مما تسبب في اختناق اللاعبين الذين فروا هاربين لغرف خلع الملابس في الدقيقة 23 من المباراة.
وكان المنتخب المصري قد خسر أمام نظيره الأردني بهدف دون رد أمس الأول الأربعاء على نفس هذا الملعب.
ويُمكن استخلاص عدة ملاحظات حول المباراة:
– نسق بطئ
شهدت المباراة إجمالاً نسقاً روتينياً وبطيئاً من كلا الطرفيْن، وظهر واضحاً أن كلا المدربيْن دخلا المباراة بأفكار وأهداف واضحة، فمدرب منتخب ليبيا خافيير كليمنتي ظهر أنه يسعى لتحقيق الاحتكاك البدني وتنشيط اللاعبين بدنياً وذهنياً نظراً لتوقف الدوري المحلي وعدم خوض اللاعبين لمباريات قوية منذ فترة طويلة، فيما أراد مدرب مصر هيكتور كوبر تجنب اخطاء المباراة السابقة ضد الاردن والتي خسرها بهدف نظيف.
– تكتل دفاعي وضعف أطراف
فرضت عدة ظروف على كليمنتي أن يلعب بطريقة دفاعية من خلال إحكام خط الوسط وتقارب مسافات اللاعبين وتصغير رقعة اللعب لقتل المساحات أمام المصري، وفعلاً نجح بذلك فاضطر المصريون إلى اللجوء للكرات الطولية، لم ينجحوا بخلق فرص تكتيكية حقيقية، حتى أن الهدفيْن جاءا من الأطراف التي شكلت نقطة ضعف الفرسان.
– ظرف طارئ !
بالنظر للعشرين للدقيقة الأولى من المباراة، قدم الفرسان أداءً طيباً وكادوا يسجلون هدف التقدم بالدقيقة الثامنة، وبدت الثقة واضحة على اللاعبين بتركيز ذهني عالي، مع الضغط على حامل الكرة، وقلة الأخطاء، لكن توقف المباراة لفترة ليست بالقصيرة بسبب قنبلة الغاز نقل اللاعبين إلى حالة نفسية مختلفة، فزاد التوتر النفسي، خاصة أنه شاعت حالة من الأجواء الغير مريحة في الملعب وتكثيف عناصر الأمن.
كل هذا أدى لتسلل شعور بعدم الراحة النفسية والقلق، ما أدى لانتزاع الحالة النفسية للاعبين، وبعد عودتهم للملعب ظهر ذلك مع كثرة التمريرات الخاطئة وضعف الرقابة على الخصم والهفوات الدفاعية.
– الشق الأمامي
لا شك أن تكتيك كليمنتي اعتمد بالأولوية على ايقاف الخطورة المصرية، لكن ظهر أن المنتخب الوطني يعاني بعض الشيء في الشق الهجومي، خاصة فيما يتعلق بصناعة اللعب، وواجه المنتخب صعوبات في الصعود بالكرة ولم يتم استغلال ثغرات الدفاع المصري بالشكل المطلوب.
– تأثير الغيابات والتوقف
لا يُمكن تفكيك حالة فريق تكتيكياً دون النظر للظروف المحيطة، حيث دخل الفرسان المباراة بظروف استثنائية، أولها توقف النشاط الرياضي وحالة الخمول البدنية عند اللاعبين، اضافة للظروف العصيبة التي تمر بها البلاد وتأثيرها على استقرار المنتخب ولاعبيه، بالإضافة لغيابات جملة من اللاعبين المميزين مثل سلامة ولافي.
وفي نظرة تقييمة اجمالية للمنتخب في ظل كل هذه الظروف وغيرها، من الإجحاف القول أن المنتخب كان متواضعاً، بل قدم أداءً لا بأس به، خاصة أمام منتخب مصر القويّ والمحترف والذي يمتلك حافزاً قوياً لتعويض خسارته قبل يومين.
خرج كليمنتي ولاعبوه من المباراة بعدة فوائد، مثل اعادة النشاط للاعبين من خلال الاحتكاك بمنتخب قوي، والوقوف على الأخطاء والثغرات قبل المواجهة المهمة ضد ساوتومي في مارس، خاصة فيما يتعلق بالشق الدفاعي وأداء الأطراف، ولا شك أن الخروج بهزيمة مقبولة يعني أن الأمور تحت السيطرة، لأن الهزيمة الثقيلة يعني اهتزاز ثقة اللاعبين بأنفسهم، وهذا أفضل ما حققه الفرسان هذه الليلة.
معتصم عبد الهادي