“500” دولار تُدخلك الجنة! احتيال جديد
خاص
“المشائخ المجانين” ليسوا حكرا على المجتمعات الإسلامية وحدها، فالتجارة الدينية موجودة في كل الأديان وفي كل مكان وزمان، فمثل أن تأمرك داعش بالقتل حتى تكسب الجنة، أو تقنعك الجماعات المتخلّفة الأخرى أن العنف والتكفير وعداء المخالفين من صفات المسلم، فإن المسيحيّة لديها تاريخ حافل أيضًا من هذا النوع.
ليس من أيام “غاليليو” فقط، ولا في العصور الوسطى وعبارة الكنيسة الشهيرة “أطفئ نور عقلك واتبعنا”، وإنّما في عام 2018 وفي دولة زيمبابوي، اعتقلت قوات الأمن قسًّا مسيحيًّا من يبيع تذاكر دخول الجنة بــ500 دولار، بعد أن استغلّ ضعاف النفوس والبائسين الذين يبحثون عن ملاذ آخر خارج هذه الحياة، بعد أن انسدّت أمامهم كل طرق الدنيا، فالبسطاء لا يعرفون أن هذا المبلغ كفيل بعلاج نفسي لدى طبيب مختص يساعدهم على النهوض من جديد وفتح صفحة جديدة.
يبيع “تيتو واتس” التذاكر التي أسماها “الذهبية” ويدّعي أنها مصنوعة من الذهب الخالص، بمساعدة زوجته التي تروّج معه هذه التجارة الرابحة، لكنه قد يبدو مجنونا وهو يرد على المحقق:” أنا معتقل لأني أنفذ مشيئة الله، ولأن عيسى المسيح اتصل بي وأمرني ببيع التذاكر التى تفتح أبواب الجنة للمؤمنين”.. وسواء كان مختلّاً عقليًا أو نصّابا محترفا، هو الآن في يد العدالة التي خلّصت الناس منه ومن إدّعاءاته المنحرفة.
كثيرون بإمكانهم تصديق “تيتو” وأمثاله حتى وإن كان ما يقولوه مجرد هراء مثل هذا، ورأينا ومازلنا نرى جماعات دينية تستغل عامّة الناس بطريقة أو بأخرى من أجل تنفيذ مخططاتها الدنيئة التي لا تمتّ للأديان ولا للأخلاق بصلة، بل تحرّفها وتغلو فيها وتتطرّف وتهاجم كل العالمين، حتى الذين يعتنقون نفس الدين.
قامت الشرطة بالقبض على “تيتو” بتهمة النصب والاحتيال بعد أن باع آلاف التذاكر لدخول الجنة، لكن هناك عشرات الآلاف من التجّار الطلقاء في مختلف البلدان والأعراق والأجناس والطبقات والقارّات، الذين يأمرون البسطاء بارتكاب جرائم باسم الله، وبنشر الكراهية والفساد والعنف باسم الله، فهؤلاء أيضًا مكانهم السجون، فما ينشرونه هو الـ”أفيون” الذي تحدّث عنه الفيلسوف الألماني الشهير “كارل ماركس” قبل سنوات طويلة.