تعرف على قصة “المقنعين” و”ملك التهريب”
يخرج الرجل الذي تحوم حوله الشبهات بالتهريب في مساء الثلاثاء من بطولة أوسو للكرة الطائرة ليأتي إليه بضعة شباب يسألونه القدوم معهم، يختفي الرجل ليومين ثم يظهر في صورة على صفحات قوة الردع الخاصة ليل الخميس حليق الوجه والرأس وتعلن القوة اعتقال من يسمى بـ#ملك_التهريب فهمي سالم بن خليفة.
ترحب المؤسسة الوطنية للنفط بالقبض على المتهم وبكل جهود مكافحة تهريب الوقود، متعهدة بتقديم وثائق للنائب العام حول المتورطين في هذه الجرائم.
سرعان ما تتناقل صفحات التواصل الاجتماعي أن القبض على بن خليفة لم يكن من قوة الردع الخاصة بل من فرقة اشتهرت في زوارة باسم المقنعين تأسست عام 2013 لمكافحة التهريب والاتجار بالبشر.
الفرقة في وقت تأسيسها باركها المجلس المحلي لمدينة زوارة والأهالي ولم يمض وقت طويل حتى أصبحت تحت غطاء الدولة رسمياً بعد ضمها إلى قسم البحث الجنائي في وزارة الداخلية.
تتحدث مصادر من المدينة بأن شباباً رافضاً لتهريب البشر قد أسسوا الفرقة في البداية لينضم إليهم عدد من التيار السلفي فيما بعد، يوافق في أفكاره قوة الردع الخاصة، وهو ما خلق التعاون بين الطرفين.
وتذكر المصادر ذاتها أن بن خليفة كان دائم التنقل، فهو يمتلك جنسية مالطية، ويعد حسبما ذكروا صديقاً شخصياً لرئيس الوزراء المالطي جورج موسكات، كما أنه يعمل بالتهريب منذ حكم القذافي، وتفوق ثروته ملايين الدولارات، وانضم فهمي للثوار المقاتلين ضد القذافي عام 2011، وكان أحد الشخصيات التي ظهرت في تقرير لقناة الجزيرة عند سيطرة الثوار على معبر رأس اجدير المحاذي لتونس.
ويمتلك فهمي شعبية بين بعض الشباب بسبب المساعدات التي منحها لجرحى نتيجة الحروب ودعمه لنادي الجزيرة الذي يلقى شعبية كبيرة له في مدينة زوارة.
يقابل ذلك شعبية لفرقة المقنعين بسبب قضائهم على ظاهرة التهريب التي كانت تؤرق زوارة، فيتحدث سكان المدينة أن الهجرة تكاد تكون انتهت منذ أكتوبر 2015 بعد مواجهة الفرقة للمهربين.
بعد اعتقال خليفة طالته تهم بتهريب (الحشيش)، لكن مؤيدين له زعموا أن التهم ملفقة.
موقع مراسلون الذي تابع عمل الفرقة عام ألفين وخمسة عشر قال إن أفراد الفرقة اعتقدوا في بداية الأمر أن مهمتهم لن تطول طويلاً، لكنهم اليوم بعد أربع سنوات ظلوا في أماكنهم، بل واشتهر اسمهم في محاربة التهريب وتجارة البشر.
وفي العام ذاته قال المتحدث باسم الفرقة لصحيفة تيليغراف إنهم يقومون بعمل يجب أن تفعله أوروبا، ووصفتهم الصحيفة بأنهم ربما يكونون من الآمال القليلة للاتحاد الأوروبي في تأمين السواحل الليبية.
بعد استمرار الفكرة ونجاحها في زوارة انتقلت شرقاً على الساحل أيضاً في منطقة المطرد قرب الزاوية، لتتشكل فرقة مقنعين جديدة تتخذ ذات المنهج.
الظاهرة التي أصبحت معروفة بفعل عملها الواقع على الأرض طرحت للنقاش مسألة الاستعانة بالمجموعات المسلحة المحلية في مكافحة الجريمة والقضاء على التهريب وتجارة البشر التي أصبحت آفة منتشرة في سواحل ليبيا.