4 كتبٍ إبداعيةٍ أنصفت المرأة.. ماذا تعرفين عنها؟
خلود الفلاح
في هذا التقرير؛ نقدّم أعمالاً إبداعيةٍ لكاتبات انتصرن لقضايا المرأة ومعاناتها، لذلك كانت الكتابة هي الصوت الذي، من خلاله، لفتن الانتباه إلى الخلل، وضرورة الدفاع عن القيم والحقوق؛ لذلك كان حق المرأة الاجتماعي والثقافي والسياسي المحور الرئيس لأعمالهن.
عشر نساء
في رواية “عشر نساء” للكاتبة التشيلية مارثيلا سيرانو؛ جمعت المعالجة النفسية ناتاشا “الشخص العاشر”، تسع نساء لا يعرفن بعضهن، تنتمي كل منهن لبلد مختلف بعاداته وتقاليده، وتركت كلّ امرأةٍ تحكي، بشكل علني، همومها وهواجسها؛ لإيمانها العميق أن الجراح لن تطيب إلا بشعور كل امرأة في حلقة المعالجة بالطمأنينة وإحساسهن بأنهن معًا.
تحدثن عن الخيانة والطموح، ومسؤوليات الأسرة، وقصص الحب الفاشلة، ومشاعر الوحدة.
الرواية، التي ترجمت إلى العربية من خلال المترجم الراحل صالح علماني “دار بلومزبري 2013؛ تبدو حكايات نسائها أقرب للمَشاهد المنفصلة في مسلسل درامي.
غرفة تخص المرء وحده
في هذا الكتاب؛ تقدم الإنجليزية فرجينيا وولف (1882 – 1941)، ما يشبه “مانفيستو الكتابة النسوية”، تناولت فيه غياب إبداع النساء في العصور السابقة “القرن السادس عشر”، لاسيما عصر شكسبير وما قبله، ودافعت بكل قوةٍ، عما يمكن تسميته بحق المرأة في الكتابة ودورها المهم في الإبداع، بل واجب المجتمع توفير المناخ الملائم لذلك.
وتذهب “وولف”، إلى أن النساء وحتى القرن التاسع عشر، لم يُشجّعن على أن يصبحن فنانات، بل على العكس كنّ يُستهان بهن، ويُحرضن على ترك الانشغال بالفنون بصفة عامة، وقالت في ختام كتابها: “إذا أرادت المرأة أن تكتب الأدب؛ فيجب أن تكون لها غرفة تخصها وحدها وبعض المال”.
هذا الكتاب، الذي صدر العام 1929؛ ترجم إلى العربية من خلال العديد من المترجمين، وإن كنت سأعرض هنا ترجمة باسل المسالمة “منشورات التكوين ـ 2019”.
وُصف هذا الكتاب، في أكثر من مناسبة، بأنه “عمل أدبي يضيء الماضي الأسود لواحدة من أهم حقوق الإنسان، التي تشمل حقوق المرأة بالضرورة”.
في العام 1941؛ قامت فيرجينيا وولف بملأ جيوب معطفها بالحجارة، والنزول في نهر أوز خلف منزلها، لتلقى حتفها غرقًا في عمر التاسعة والخمسين؛ بسبب إصابتها بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
شرف
تتحدث الرواية عن أبرز المواضيع حساسية في المجتمعات المحافظة، ألا وهو الشرف المحصور بجسد المرأة وتصرفاتها وعلاقاتها.
وتُعتبر الروائية التركية أليف شافاك من المدافعين عن حقوق المرأة، والأقليات، والحق في حرية التعبير.
في هذه الرواية التي ترجمت إلى العربية من خلال المترجم محمد درويش “دار الآداب 2013″، تعيش الشخصية الرئيسة في الرواية، بمبي، تلك المرأة الكردية المسلمة في عائلة تقليدية تفضل إنجاب الذكور على الإناث وتختار تزويج البنات بدلًا من تعليمهن، ومن هنا تبدأ معاناتها.
أحداث الرواية تدور في ثلاثة أماكن مختلفة وهي: إسطنبول ولندن وقرية كردية في جنوب غرب تركيا، وكل مدينة تتبع مجموعةً مختلفةً من الأعراف والمعتقدات الاجتماعية.
وتعكس حكاية “بمبي”، الصراع بين قدسية العادات والتقاليد الاجتماعية عند الأكراد، ومظاهر الانفتاح والحداثة التي تشاهدها عند هجرتها إلى لندن، حيث ينتهي هذا الصراع بالقتل لإحياء تقاليد بالية دون الالتفات لحياة الآخرين ومعاناتهم.
الحياة من دوني
تتناول الرواية تأثير الحروب على النساء، ومعاناتهن في أماكن النزاع المسلح، وتدور أحداثها في أماكن متعددة بين المغرب والصين وفيتنام، ثم تعود مرة أخرى إلى المغرب.
في هذه الرواية؛ تنتصر الروائية المغربية عائشة البصري للنساء وقضاياهن في مكان بعيدٍ عن بلدها.
بطلة الرواية الصينية، “كوتشين”، المرأة التي عاشت عام 1937، بقرية جسر تشولنج، وهي الفترة التي اعتدت فيها اليابان على الصين وتم اعتقال وقتل الرجال واغتصبت النساء في “لنجين”، المدينة التي تعرف باسم مذبحتها أواخر 1937، وهي أكبر مذبحة في تاريخ القرن العشرين.
هل تتناول الرواية شخصيات حقيقية؟ لا، ولكن جميع التواريخ التي ذكرت في الرواية حدثت بالفعل، فالرواية تشير إلى أحداث تاريخية عدة كالحرب العالمية الثانية 1945 – 1937، والغزو الياباني للصين العام 1937، وحرب الهند والصين العام 1946 – 1954، لكن ما تريده عائشة البصري ليس تثبيت أحداث تاريخية بقدر ما هو الكتابة عن مشاعر وبشر ومواقف كانت نتيجة كل تلك الحروب.
صدرت رواية “الحياة من دوني”عن مكتبة الدار العربية للكتاب 2018.