365 بعد “الانقلاب”.. “الملك” أردوغان تخبط.. وجيش “معتقلين”
218TV.net خاص
“رب ضارة نافعة” هذا هو لسان حال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد 365 يوما من “الانقلاب العسكري” ضده، وهو ما رد عليه “الملك التركي” بـ”انقلابات دستورية” جعلت من رئاسته لتركيا أقرب إلى “النظام الملكي” من حيث النفوذ والصلاحيات والنتائج السياسية، إذ أن تعديلاته الدستورية لم تُبْقِ خصوما على “الملعب التركي”، وهو ما يعني أن حزب العدالة والتنمية الذي أصبح “خاتما بيد الملك” سيلعب وسيحكم طويلا في ظل أردوغان الذي أفاد كثيرا من نتائج الانقلاب.
نجح أردوغان بعد عام من الانقلاب الذي أوشك أن يُحيط به لولا “وصفة داخلية” لا تزال غامضة، و “تشبيك استخباري إقليمي” و “تفويض شعبي” في ترتيب “أوراقه وملفاته” في الانتقال نحو “أهداف أكبر” داخل وخارج تركيا، لكن السمة العامة لأداء إردوغان خلال عام بعد الانقلاب هو أن الرجل يلعب بلا أخذ بـ”الأسباب والمحاذير”، فالتقارير الدولية المُعدّة من الداخل التركي تقول بوضوح إن أردوغان بات لديه جيش آخر لكن داخل المعتقلات، بسبب استهدافه للعسكريين والأمنيين حتى لو “على الشبهة”، وسط مخاوف حقيقية من أن تحصل “ثورة مضادة” للمتعاطفين مع المعتقلين وأهاليهم وأنصارهم.
عنوان المرحلة التركية بعد الانقلاب يمكن وصفه بـ”التخبط والتيه” فمرة يصطدم أردوغان بـ”دول ثقيلة” أوروبياً مثل ألمانيا والنمسا، ومرة أخرى يتدخل بعنف في اشتباك إقليمي على ضفاف الخليج العربي، وهي منطقة بعيدة عن تركيا ومعروفة تاريخياً بإحراج “التدخلات العنيفة”، فيما يريد أردوغان أن يكون “بطلا شعبياً” خارج الحدود كـ”مُخلّص” و “مُنْقِذ” و “وفي”، هكذا يقول فاعلون، فيما يضيفون أيضا أن أردوغان يريد أن يكون له “قرص في كل عرس” مثلما يقول المثل الشامي، ففي “امتحان الشام” خسر أردوغان كثيرا، حتى جاءت “هبة الانقلاب” لتُشكّل له “مخارج معقولة” و “تشبيكات اضطرارية” للنجاة من “الورطة السورية”.
الوقائع تشي أن أردوغان ربح من الانقلاب كثيرا، بل إن “الروايات التركية” تقول إنه كان يعلم به، وإنه استعد له جيدا بحثا عن “العصافير العشرة” على شجرة خصمه في السياسة و “البزنس المخفي” فتح الله كولن، الذي لا يزال في الاتهامات التركية “عراب الانقلاب” الفاشل، أو ربما “غير المكتمل”.