أشكال يروي لـ(218) خفايا “باب العزيزية”.. واتصالات القذافي (ج1)
218TV.net خاص
تحدّث آمر كتيبة إمحمد المقريف اللواء البراني اشكال، بإسهاب في مقابلة خاصة لقناة (218)، أماط خلالها اللثام عن العديد من تفاصيل الأحداث الساخنة، وبدد بالوقت ذاته بعض الروايات التي سيقت حول المشهد الليبي في الفترة العصيبة.
ويعتبر ظهور البراني اشكال على شاشة قناة (218)، الأول له منذ أحداث العام 2011، بعد أن بقي طيلة السنوات الماضية بعيدا عن المشهد الليبي، مبررا ذلك بقوله إن “الصمت حكمة في زمن الثرثرة”.
وقال البراني اشكال إن كتيبة محمد المقريف، التي كان آمرا لها، استمر عملها خلال أحداث عام 2011 بتكثيف الحراسة المتحركة، ولكن بعد الأحداث تم التعاون مع الأجهزة الأمنية لتجنب المشاكل، وضاعفنا عدد الدوريات كنوع من التعاون للإخبار عن أي خلل يمس المواطن.
وكشف أن الحراسات النسائية لمعمر القذافي كانت تتبع لسرية الحراسة ومكتب القيادة وأغلبهن عسكريات أو من الشرطة ويختص في توزيعهن آمر سرية الحراسة.
وأكد البراني اشكال أنه وخلال أحداث 17 فبراير، كانت كتيبة محمد المقريف تقوم بحماية باب العزيزية ومقر قيادة القذافي، وكانت هناك اجتماعات لدراسة الحراك قبل التظاهرات في الشرق، مؤكدا حضوره اجتماعا أو اثنين في بداية الأحدث، كانت تهدف إلى المحافظة على الأمن وتكليفات بالذهاب إلى المنطقة الشرقية للتنسيق مع الفريق عبدالفتاح يونس.
218: ماذا عن الاجتماعات الأخرى بشأن الأحداث؟
البراني اشكال: تم تشكيل غرفة عمليات لبحث الأمر وأنا كنت أرتب أمور كتيبتي في حراسة المعسكر والوقوف على ترتيب الأعمال داخل الكتيبة والتعاون مع الأجهزة الأمنية لتأمين الشارع.
218: كيف استقبلت بداية الأحداث بدءا من 15 فبراير؟
البراني اشكال: مثل كل الليبيين، وعلمنا أن الحراك بدأ من مدينة البيضاء وانتقل إلى بنغازي وذهبت مجموعة إلى بنغازي لمناقشة الأمر ولكن كان عملي متابعة الأحداث لكن منصبي لم يسمح لي بالتدخل والاستشارة من الناحية الأمنية وهناك من هو أفضل مني. وبالنسبة لخطاب القذافي وسيف الإسلام، نحن عسكريون وحراسات والخطاب كنا نسمعه كأي أحد ولا دور لنا به.
218: من هم الجنود الذي كانوا يتواجدون خارج باب العزيزية ويرتدون القيافة الخاصة بكتيبة محمد المقريف؟
البراني اشكال: وجدنا مدنيين يرتدون قيافة كتيبة محمد المقريف وأصبحت بعض الأخطاء في الشارع تحسب على الكتيبة وهي ليست منها، الكتيبة ليس لها علاقة بالشارع وكانت تحرس في داخل باب العزيزية أو بعض المنازل، ولم يكن لدينا شيء ضبطي للقبض على أي شخص يرتدي القيافة فهناك الشرطة العسكرية والاستخبارات هي من تقوم بذلك، وعندما بدأت الأحداث اختلطت الأمور وأصبح من الصعب السيطرة على هذه الجزئية.
وتابع “كتيبة محمد المقريف ليس لها أي علاقة بأي مكان خارج معسكر باب العزيزية، باستثناء حراسة أولاد القذافي فكانت خارج المعسكر وكانت ترافقهم أينما ذهبوا، وقمنا بطلب إنشاء بوابتين وطلب منا فتح واحدة في الكيلومتر 27 في الماية وذهب فصيل من الكتيبة لإقامة البوابة من أجل الأمن العام، لكن الضابط ذكر لي أنه في مسجد الزاوية وعندما سألته عن ذلك قال لي إنه طلب مني التقدم حتى وصلت مسجد الزاوية، وطلبت منه العودة وقمت بلوم العمليات لأني لا أريد إدخال معسكر باب العزيزية فيما يدور في الخارج”.
وأضاف “طلب مني المساعدة في فتح بوابة أمنية في العزيزية فأرسلت ضابطا ومعه فصيل، ثم أبلغت أن الضابط تقدم إلى بير الغنم ورفضت هذا الأمر لأنه مخالف للاتفاق وأبلغت الضابط بالعودة للمعسكر، وكان هناك ملامة بالإضافة للضغط من العمليات لأني كنت أرفض دخول الكتيبة في الأحداث”.
218: ماذا عن كتيبة محمد المقريف؟ هل كانت مكلفة بالدفاع عن طرابلس؟
لا، كتيبة محمد المقريف مهمتها الحراسة، وحماية طرابلس من مهمة القوات الموجودة.
218: هل اختلفت مهمة الكتيبة بعد دخول حلف شمال الأطلسي في المواجهة؟
البراني اشكال: بالتأكيد اختلفت مهمة الكتيبة وقتها، وعندما سمعنا بقرار حظر الطيران اعتقدنا أن القرار يخص الطيران الليبي، لكن اتضح أن القرار لاستباحة الأجواء الليبية من قبل “ناتو”. وهدف الحلف كان مخططا له بدقة وكان القرار لحماية المدنيين لكنهم كانوا غير أمناء بقراراتهم، واتضح أنه جاء للقضاء على رأس النظام. وأكبر دليل أنه بعد قتل القذافي غادروا وأعطوا ظهرهم لليبيا. والآن اعترف الكثير من المسؤولين الغربيين أنهم أخطأوا بالدخول إلى ليبيا وقالوا إنهم تركوها في فوضى عارمة بعد مقتل القذافي، وحتى الأشخاص الذين كانوا مندوبين بالأمم المتحدة لم يسعوا لمعالجة الأزمة بل كانوا يديرون استمرار النزاع.
وأضاف البراني اشكال “أن “ناتو” تمادى في أهدافه حتى وصلت به المخالفه إلى حد قتل المدنيين، مثل قصف منزل الرائد الخويلدي وقتل الأطفال، وشاهدت المكان ووقفت على الجريمة النكراء، فتدخل الناتو ليس لحماية المدنيين بل كان أمرا مخططا له منذ مدة طويلة وكانوا ينتظرون العذر للدخول إلى ليبيا ونحن صنعنا العذر فخرج الشباب في انتفاضتهم بقصد شريف للمطالبة بتغيير النظام أو إصلاحه ولكن عندما سمعوا بهذا الكلام من الغرب تنادوا بأقصى سرعة للدخول لتدمير البنية التحتية للدفاع الجوي واستباحت الأجواء الليبية، وكان القرار همجيا وكان بإمكان مجلس الأمن حظر الطيران الليبي وإرسال وفد مشترك لمناقشة الطرفين، لكنهم تمادوا على الأرض”.
218: بعد مشاركة “ناتو”، هل كانت لكم مشاركة على الأرض وخرجتم من باب العزيزية؟
البراني اشكال: لم نكن نقدر على الخروج، “ناتو” دمّر البنية التحتية لكل القواعد العسكرية والدفاع الجوي بشكل همجي وكل الطائرات خرجت من الخدمة إلا ما كان موجودا بالمنطقة الشرقية، ولم يبق سوى السلبي “الرشاشات 14.5″ و 23، إلى جانب و”ستريلا” و”إيغلا” التي تحصلنا عليها، وكان اللواء ناجي حرير معاونا لي وبذل مجهودا مع الفنيين لزيادة مدى “الإيغلا” لاقتناص ولو طائرة واحدة حفاظا على هيبة الجندي الليبي، لكن الهجوم كان مدروسا ولم نتكمن من إسقاط أي طائرة.
218: كيف احتويتم الموقف وحميتم الجنود والمقر؟
البراني اشكال: لم يكن هناك حماية من قصف “ناتو” إلا بالانتشار، وقمنا بنشر الجنود بمجموعات حول المعسكر وزودناهم بالسلاح، وعندما قام “ناتو” بقصف مخازن السلاح في غريان أرسلنا “إيغلا” إلى غريان، وعند قصف معسكر الهيرا في العزيزية أرسلناها إلى هناك، وشاركنا في إخلاء الذخائر لتجنيبها القصف، وبالنهاية لم نتمكن من إسقاط أي طائرة لأن مدى السلاح 6 كلم وهم يطيرون بارتفاع 7 كلم فما فوق وأحيانا تأتي الصواريخ من البحر.
218: كنا نشاهد حياة داخل باب العزيزية!
البراني اشكال: لم تكن كل الكتيبة خارج المعسكر، ولكن أغلب الجنود يتم إرسالهم للخارج ووصل الغياب إلى 500 جندي، ومنهم غادروا بسبب الضغط الاجتماعي والحرب النفسية، ولم نتمكن من تطبيق العقوبات خوفا من قصف “ناتو” الذي يستهدف أي اجتماع.
218: هل يمكن تقدير حجم الخسارة من ضربات “ناتو”؟
البراني اشكال: في الأسابع الأولى لم يقصف “ناتو” الكتيبة، ثم بدأ بقصف باب العزيزية، منذ ذلك الوقت وحتى تاريخ 28/ 8 بلغت خسائرنا 23 جنديا بينهم 3 ضباط ووفيات بسبب حوادث السير، وكنا حريصين على حياة الضباط والجنود ولم نعرضهم للقصف دون أن نفعل شيئا. ونتأسف على كل الخسارات التي وقعت لأنهم ليبيون.
218: مؤتمر القبائل الذي عقد بتاريخ 5/5/2011، هل كان من الممكن أن يحل الأزمة؟
البراني اشكال: استبشرنا خيرا بالمؤتمر لمشاركة العقلاء به واسشفوا هذا المؤتمر من كلمة معمر القذافي في الساحة الخضراء بميدان الشهداء عندما قال ها هم الليبون موجودون وإذا أرادوها مملكة أو جماهيرية أو إمارة فهم أحرار، فهم تنادوا فيما بينهم دون تكليف، واستبشروا به خيرا وعقدوا الملتقى والتوصيات كانت واضحة للجميع وكان على أساس عمل برنامج والذهاب للمنطقة الشرقية والجنوبية ومحاولة القيام برأب الصدع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
218: كانت أبرز توصيات المؤتمر “العفو العام” عن كل حاملي السلاح، فلماذا فشل؟
البراني اشكال: هذه أهم نقطة في التوصيات ولو وصلت لكل حامل سلاح واعتبر أنه معفي عنه والتأمت القبائل في المنطقة الشرقية والغربية والجنوبية وحصل حل، سيكون ذلك إنقاذا للدماء التي سالت في الشهور التي تلت ذلك.
218: حصل ملتقى آخر وألغى كل التوصيات السابقة!
البراني اشكال: بصراحة هناك من تدخل، وسرب أن هذا المؤتمر اعتبر القذافي خطا أحمر ورمزا ولكن هناك أناسا اعتبروه انقلابا على السلطة الشرعة ثم تنادوا وعقدوا الملتقى الثاني وحضره القذافي وتحدثوا لحل المعضلة والاستمرار بالمناقشة بطرق أخرى لا أعلم ما هي.
218: أنت ابن عم القذافي وآمر أبرز كتيبة تقوم بحراسته، ألم تقم بنصح القذافي حول تبعات مجريات الأحداث؟
البراني اشكال: بلا شك، كنت في محل تقدير من القذافي وكنت مصرا أن يقوم بحل واستجدي منه ذلك عندما يسألنا عن الرماية في باب العزيزية لأنه من تاريخ 20/3 لم يتواجد أحد هناك، وحتى لو طلبوا البقاء سنرفض ذلك لأنهم سيتعرضون للقصف، فكان القذافي يتصل ويسأل عن الرماية أين تمت، وفي النهاية كنت أتوسل إليه لعلمي أن الحل بيده فقط، وكنت أطلب منه اتخاذ أي حل، لكن كانت له رؤيا ونحن نصحناه قدر الإمكان. ولكن ليس كل المسؤولين صادقين، وأغلبهم وطنيون وعندهم خبرة، وللأسف هناك من كان يسرب معلومات مظللة للقذافي بأن الموقف بسيط والمعلومات لم تكن صريحة وهذا أثّر على المشهد. وبالتالي المعلومات الخاطئة أدت إلى قرارات خاطئة مع أن هناك رجالا وطنيين.
218: هل كان يعاني القذافي وقتها من عزلة أو بعد عن الواقع بسبب المعلومات الخاطئة؟
البراني اشكال: وسيلة التواصل كانت بيد القذافي وهو يملكها وعندما يتصل بي أقول له الحقيقة، لأني أشعر أن معمر قائد لكل الليبيين، ولا بد أن يتخذ حلا، واتخاذ قرارات لإنقاذ سفك الدماء.
218: بالرغم من مغادرة عائلة القذافي لباب العزيزة قبل بدء ضربات “ناتو”، لماذا تم قصف أحد مقرات سكن العائلة؟
البراني اشكال: طبعا لأن مقر السكن معروف ومنازل معمر القذافي وعائلته معروفة كذلك لليبيين، وأحد أبناء معمر سكن بأحد البيوت وهو سيف العرب وتم استهدافه بصاروخ وقتله.