30 ألف دولار “فنادق وسفر”.. حتى أنت يا شعيب؟
أحمد يونس
النائب الأول السابق لرئيس مجلس النواب امحمد شعيب، وعضو لجنة الحوار، وأحد “ضُبّاط إيقاع” الاتفاق السياسي الذي وقّعته أطراف سياسية في مدينة الصخيرات المغربية في ديسمبر عام 2015، هو سياسي محترف لكنه مارس “الحرد السياسي” كثيراً، وابتعد لأشهر عن الأجواء السياسية في ليبيا، حتى استقال من منصبه القيادي في “قمرة قيادة” مجلس النواب، إذ يتردد أن سبب انسحابه، أو كما تخيّل الليبيون هو “عدم رضاه” عن المشهد والأداء السياسيين، وهو أمر ظن كثيرون أنه يأتي في مقدمته “الإنفاق المالي الجنوني”.
جاء تقرير ديوان المحاسبة، والذي نُشِر أمس الأربعاء “مرعبا وصادما”، ولم يستثن جهات وشخصيات عدة داخل ليبيا، إذ ظهر اسم اشعيب صادما لمحبيه، أو الذين اعتبروه “مُخْتلِفاً” عن البقية، فواحدة من صفحات التقرير تقول إنه أنفق في رحلة إلى مصر –ليس معروفاً ما إذا كانت رحلة عمل أم لا- 30 ألف دولار بدل تذاكر سفر وإقامة فندقية وبدل تنقلات، وهو ما يضع الليبيين في حالة ذهول، فأين سكن شعيب، وما هو الطعام الذي تناوله، وهل كانت المهمات الوطنية تحتاج إلى كل هذا “الإنفاق والبذخ”.
ساسة ليبيا واتضح أن شعيب منهم أفهموا الليبيين طيلة السنوات الماضية أنهم يغفون في طائرة ويستيقظون في مطار بحثا عن “سلة حلول” للأزمة السياسية والاقتصادية في ليبيا، لكن سرعان ما اتضح بعد تقرير ديوان المحاسبة أن هؤلاء الساسة كانوا من دون أدنى شك “سبباً مباشراً” بالأزمة التي تعصف بليبيا منذ سنوات، وأنهم بـ”حُسْن نية أو بسوئها” قد بدّدوا أموالاً تكفي لبناء ليبيا جديدة، أفضل بكثير من تلك التي “تمنّن” بها العقيد معمر القذافي على الليبيين، واتضح لاحقا أن “الطليان” أصحاب فضل فيها.
يستذكر الليبيون قول يوليوس قيصر وهو يتلقى الطعنة من أعز رفاقة، وأقربهم إليه: “حتى أنت يا بروتس؟”، فيقولون:”حتى أنت يا شعيب”، لكن بروتوس قال إنه يُحب روما أكثر، لكن يُحبّ ليبيا اليوم، بعد أن تكشّفت فصول “النهب الممنهج” لمال الليبيين.