3 رؤساء حكومة إيطاليين منذ “الصخيرات”.. السراج صامد
218TV|خاص
يُعْرف المشهد السياسي الإيطالي بـ”التعقيد والهشاشة”داخلياً، وبـ”الصبر والتروي” في كل ما له علاقة بـ”السياسة الخارجية”، لكن ما يمكن رصده كـ”مفارقة سياسية” على هامش قمة ستجمع اليوم في العاصمة الأميركية واشنطن الرئيس دونالد ترامب مع رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي أنه منذ توقيع الاتفاق السياسي بين أطراف ليبية في مدينة الصخيرات المغربية في ديسمبر عام 2015 أي في عامين ونصف حتى الآن، فإن إيطاليا شهدت تعاقب ثلاثة رؤساء حكومات، فيما لم يعرف الليبيون رئيساً غير فايز السراج الذي “يُدير” المجلس الرئاسي بـ”تركيبات وحساسيات وتعقيدات” لا حصر لها.
عند توقيع اتفاق الصخيرات، فإن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي كان يشغل منصبه، وكانت روما نشطة في مواكبة اتفاق الصخيرات، وكانت تحصي وقتذاك “أدواتها ورجالها” الذين يمكنهم أن يلعبوا دوراً في ليبيا في مرحلة ما بعد الصخيرات، لكن رينزي رحل وحلّ بدلاً منه باولو جينتليوني الذي كان يُشْرِف فعلياً على ملف الأزمة الليبية من مكتبه في وزارة الخارجية الإيطالية، حيث زار ليبيا، وأطلق تصريحات عدة بشأن الوضع الليبي، لكنه رحل سريعاً أيضا في أعقاب انتخابات عامة أفرزت “برلمانا مُعقّد التركيبة” لم يسمح له بالبقاء.
كُلّف لاحقاً أستاذ القانون والمحامي جوزيبي كونتي كـ”خيار سياسي” من “خارج العلبة السياسية”، ويعتبر كونتي الذي يلتقي ترامب اليوم “أستاذاً ذكياً” لديه قدرة على “التحاور والتفاوض”، ويمتلك “عِناداً سياسياً”، لكنه لم يُظْهِر حتى الآن أي قدرة على “تطوير مقاربة سياسية” بخصوص الملف الليبي الذي تبدو روما “أكثر المهتمين به” طيلة العقود الماضية، كما أنه لا يزال يُقاوِم رغبة أحزاب سياسية إيطالية ب”خطوة أعمق” في الأزمة الليبية، إذ تريد أحزاب ليبية “تبديل طريقة اللعب” في ليبيا، والذهاب إلى خطة تقوم على الاتصال بقادة ليبيين آخرين، بعيداً عن قصة “مظلة الشرعية الدولية”، فيما لا يزال فايز السراج “صامداً” في مقره بطرابلس مقتفياً أثر أزمات “تكبر وتشتد” في حضنه وأمامه.