3 أشهر وطبول الحرب تُقرع في طرابلس
تقرير | 218
في ذات اليوم قبل ثلاثة أشهر دخل الجيش الوطني إلى مدينة غريان من دون أن يطلق رصاصة واحدة، ومنها اتجه إلى طرابلس قبل أن يلقى رداً مسلحاً ما اضطره للقتال.
عمر القتال اليوم صار ثلاثة أشهر بالتمام والكمال، لا تنقص يوماً ولا تزيد، ففي مثل هذا اليوم دخلت وحدات من الجيش الوطني واقتربت من تخوم العاصمة طرابلس في حادثة نوعية لم تشهدها البلاد منذ 5 سنوات وصار الحلم بالنسبة لكثيرين حقيقة وصار الكابوس بالنسبة لآخرين حقيقة أيضاً.
ثلاثة أشهر احتدمت فيها المعارك، قتل فيها ما يقرب من الألف، وجُرِح الآلاف ونزحت عشرات الآلاف من العائلات، مناطق تعرضت للقصف، ومدن دخلها الجيش وخرج منها، ومناطق انسحبت منها الوفاق ولم تدخلها حتى اللحظة، الحرب سجال كما قالت العرب قديماً، مثل ينطبق تماماً على 3 أشهر من المعارك في موازاة الخط الميداني المحتدم.
وخلال هذه الأشهر، زادت المطبات في المسار السياسي، وتعرقلت مبادرات، وأجهضت مباحثات وفشلت حوارات، ولم تنجح جولات بعواصم الغرب في أن تطفئ جذوة الصراع المشتعل، ولعلّ أبرز المحطات كان الفشل البريطاني في تمرير مشروع قرار يدين الجيش ويوقف القتال، كان ذلك بالأمس وفي بداية الأحداث أيضاً ما يوحي بمزيد من التوحش مستقبلاً مع دخولٍ تركي فجٍ ودعم لا محدود للتشكيلات المسلحة وإصرار أردوغان على عدم سقوط جدار الإسلام السياسي في ليبيا كما حدث في بلدان المنطقة وكذلك في ظل مراوحة الإيطاليين والفرنسيين.
حرب يعني أن هنالك دموعاً تنهمر كالسيول، وجراحاً تمزق النفس وتدمي القلوب. مئات خيم العزاء، عائلات تحولت إلى ملاجئ، مدارس توقفت عن الدراسة، أحياء تحولت إلى أماكن تتمترس فيها العربات المسلحة، والسبب الرئيسي بحسب البعض من المهتمين هو إصرار التشكيلات المسلحة على الدفاع عن مكتسباتها وعدم التفريط فيها، حتى ولو كلفها الأمر تدمير طرابلس ونسف تاريخها وتهجير سكانها وإخفاء معالمها وتشويه ملامحها حتى باتت الحرب كتاباً حفظه الناس عن ظهر قلب ليصدق الشاعر في معلقته (وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم).