26 رمضان.. ليبيون يبكون ويستذكرون “مبيد الدواعش”
218TV|خاص
يستذكر الليبيون بمزيج من “المرارة والفخر” ذكرى رحيل “البطل” سالم النائلي الذي ضحى بحياته، بعد أن كان أول مَنْ قرر التصدي للإرهاب، وللبؤر الظلامية في بنغازي، إذ لا يزال أهل المدينة يستذكرون عطاءاته وتضحياته، حين رفض أن يُساوِم الإرهابيين أو مسايرتهم في ظل ظرف عصيب عاشته ليبيا ككل، وبنغازي تحديدا، إذ في السادس والعشرين من رمضان رحل سالم النائلي الشهير بـ”سالم عفاريت”، تاركا خلفه سيرة لا تُطْوى، فحين تطول المحنة فإن الأوطان ومعها الشعوب تستجير بـ”الذكرى” لإعادة إنتاج سيرة الأبطال الذين ضحوا بـ”الأغلى ثمناً” كرمى لعيون من لا يُقدّر بثمن، فليبيا تفتح ذاكرتها اليوم لتجد اسم وصورة الشهيد سالم النائلي.
سالم عفاريت أجمع أنصاره أن يطلقوا عليه لقب “مبيد الدواعش”، فقد كان يظهر للدواعش في “التوقيت الخطأ” ليُبيدهم بـ”زنود سُمْر” وبإمكانات لا يُصدّق أحداً أنها صالحة لأن يخوض بها “عفاريت” معارك من “الوزن الثقيل”، فهو بـ”رتبة عفريت” بين أنصاره ومحبيه الذين يبكونه ويستذكرونه بكثير من الفخر والاعتزاز.
في الذكرى الرابعة لرحيله، يستذكره رفاقه في المعارك الكبيرة التي كان يهبط بأرضها كما تنتقل العفاريت بـ”سرعة البرق”، فهو الذي شكّل رعباً لدى الدواعش، وسائر الإرهابيين الذين حاولوا “تلوين بنغازي” بـ”الأحمر والأسود”، وأهل بنغازي يعرفون أن الرجل لم يتردد لحظة واحدة في الدفاع عنهم وعن “حيشانهم” بكل ما فيها من أعراض ونساء وأطفال وأحلام صغيرة تنتظر ليبيا الجديدة كي تتحقق.
رفض “العفريت الليبي” أن يخون، فكثيرون يقولون إن سالم عفاريت لو خان لما لامه أحد، فقد كان ثمن الخيانة مبرراً ومعقولاً جاءته رسالة واضحة: إما رأس ونيس بوخمادة أو رأس والدك، فانحاز لأن يظل “الفهد الأسمر” يعدو ويركض بين المحاور مرعباً الدواعش بـ”جايينكم.. جايينكم”، وعندما أحضر الدواعش له “رأس والده” لم ينحن، ولم يُطالب بـ”تعويض أو منصب”، بل انتقل سريعا إلى خط القتال معلنا أن ليبيا تستحق كل تضحية وأن “البلد أغلى من الروح والولد”.
في السادس والعشرين من شهر رمضان عام 2015 شاءت إرادة الله الغالبة أن يترجل عفاريت عن صهوة جواده، وأن ينقل الراية إلى جيل من رفاق سلاح عقدوا العهد على استعادة ليبيا، وأن تتطهر ليبيا من الإرهابيين الذين حاولوا إقامة ” دولتهم السوداء”، فيما لا يزال الليبيين يُقلّبون الصور ومقاطع الفيديو التي تُظْهِر شجاعة “عفاريت” الذي “ما خان ولا لان”.