218 وفرّت فضاءً للحوار بين الليبيين
افتتحت قناة 218 أبوابها بالحوار، فكان أول مشهد من مكاتبها في 25 أكتوبر عام 2015، حوار جمع أربعة ليبيين، من الشرق والغرب والجنوب والوسط، لمناقشة أزمات البلاد وبحث سبل علاجها.
لم يكن البرنامج وليد الصدفة والعفوية، بل توجّهاً مستداماً لدى القناة، سارت على نهجه طيلة سنواتها التي صارت ثلاثاً، فجاءت بعدها فكرة المناظرات، التي فتحت لأول مرة الباب لمؤيدي فبراير وسبتمبر أن يتناقشوا على الهواء.
وصار النقاش حاضراً دائماً في 218، وفي ذكرى فبراير السادسة كان الحوار لزاما وناقشت ندوة تجربة فبراير بتعمق، ما لها وما عليها، مع مجموعة من الحقوقيين والنشطاء ورموز الثورة الذين شاركوا في أحداثها، وكانوا شهوداً على التجربة كاملة.
وأصبح النقاش عنواناً لبرامج القناة، فكانت الفكرة، أن يبحث المتخصصون في أمور البلاد، سياسة ودستوراً وقانوناً، بحضور كانت سمته الغالبة البحث والتنقيب في المثالب والأخطاء، واقتراح علاجها، لا انتقادها على المطلق.
تحرّرت بنغازي، وهفّت القلوب نحوها، التخطيط والبناء بعد سنوات الحرب، المجتمع المدني وقضاياه وإحياؤه، المستشفيات والقطاع الصحي، الفكر ومسائله مع أبناء المدينة الذين خرجتهم جامعاتها وصاروا رموزاً في فلكها، وضعوا كل أحلامهم جملاً، وجمعتهم طاولة مستديرة ليتساووا في الحوار.
وحتى تكون التجارب رائدة، كانت ذكرى فبراير الثامنة، التي حملت نقاشا مختلفاً كلياً، فجمعت 218 رموز التيار الوطني، ليسائلوا أنفسهم، عن الماضي الذي كان، والحاضر الماثل، ويستشرفوا أي مستقبل متوقّع، وإلى أين سيمضي الحال بالتيار الوطني.
على مدار يومين في ذكرى الثورة، استمرت الندوة بحضور نحو 12 شخصية من التيار الوطني، روى خلالها رئيس المكتب التنفيذي إبان الثورة محمود جبريل، ونائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي حينها، عبد الحفيظ غوقة، شهادتهما على الواقع، وسأل الحاضرون ما بدا لهم لتقييم تلك التجربة.
لم يكن حوار التيار الوطني ختاماً لما تبثه القناة من برامج حوارية، بل كان مقدمة لشيء أوسع، واستمرت اللقاءات والحوارات في برامج القناة اليومية، ولربما كانت من أبرز الندوات الأخيرة، التي جمعت أربعة ليبيين، بكثير من الخبرات المهنية والخلفيات الثقافية المختلفة، ناقشوا الأزمة السياسية والحلول العملية المتاحة لها وطبيعة الصراع الليبي فضلاً عن أزمة حاملي السلاح والتشكيلات المسلحة.
وبذلك تكون قناة 218 حددت في مشوارها الذي يكمل أعواماً ثلاثة، خطاً ونهجاً واضحاً، بأن يكون الحوار بين أبناء ليبيا هدفاً لبرامجها، لنشر هذه الثقافة قدر ما استطاعت، ولتكون منبراً يلتقي فيه الليبيون.